أعلن الفاتيكان، اليوم الإثنين، وفاة البابا فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية يتولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 89 عاماً، وذلك بعد معاناة صحية استمرت لأشهر، لتنتهي بذلك حقبة اتسمت بمحاولات إصلاح جريئة داخل الفاتيكان، وسط انقسامات داخلية وتحديات عالمية.
وبحسب وكالة “رويترز”، فإن البابا فرنسيس، الذي تولى المنصب منذ 12 عاماً، واجه أمراضاً عدة خلال فترة بابويته، وكان قد أُدخل إلى المستشفى في فبراير الماضي بسبب صعوبة في التنفس، وتبين لاحقاً إصابته بالتهاب رئوي حاد.
وعرف الحبر الأعظم الراحل بمواقفه الصريحة وتصريحاته المثيرة للجدل أحياناً، حيث دعا مراراً إلى “إسكات الأسلحة” والعمل على “التغلب على الانقسامات”.
وخلال الأعوام الأخيرة، كان حاضراً بمواقفه من أبرز الأزمات العالمية، من بينها الحرب في أوكرانيا، والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، التي وصفها بـ”الخطيرة جداً”، مطالباً بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وفي كلمته بمناسبة عيد الفصح أمس الأحد، شدد البابا فرنسيس على أهمية السلام، مطالباً بإنهاء الصراعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم، وعلى رأسها غزة وأوكرانيا.
وكان فرنسيس أعرب في عام 2023 عن رغبته في أن يدفن في كاتدرائية “سانتا ماريا ماجوري” في روما، مخالفاً بذلك تقليداً دام لقرون، إذ اختار أكثر من 100 بابا أن يدفنوا في “سراديب الفاتيكان” تحت كاتدرائية القديس بطرس.
وبوفاة البابا، تدخل الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة انتقالية، حيث يمنع اتخاذ أي قرارات كبرى حتى يتم انتخاب بابا جديد.
ويعقد مجمع الكرادلة المغلق داخل كنيسة “سيستين” لاختيار خليفة، وسط إجراءات تصويت مشددة قد تستغرق أياماً أو حتى أسابيع، وتعلن النتيجة عبر الدخان الأبيض من مدخنة الفاتيكان.
ويذكر أن أطول تأخير في انتخاب بابا جديد وقع عام 1268 واستمر عامين، قبل أن ينتخب البابا تيوبالدو فيسكونتي تحت ضغط شعبي.
برحيل فرنسيس، تطوى صفحة بابوية ذات تأثير دولي، وتتجه أنظار العالم إلى الفاتيكان بانتظار اختيار حبر أعظم جديد يقود الكنيسة في زمن حافل بالتحديات.
اترك تعليقاً