تقييم استخباراتي: الذكاء الاصطناعي سيصعد التهديدات السيبرانية في السنوات المقبلة

الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
المصدر:

حذر وزير مكتب مجلس الوزراء البريطاني، بات مكفادين، من تصاعد التهديدات السيبرانية التي تواجه المملكة المتحدة، نتيجة التوسع السريع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن “الذكاء الاصطناعي سيزيد من حجم وتعقيد الهجمات السيبرانية خلال الأعوام القادمة”، وذلك استنادًا إلى تقييم استخباراتي أُزيلت عنه السرية حديثًا.

جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر “CyberUK 2025″، الذي نظمه المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC)، حيث عرض الوزير تقييمًا أمنيًا يوضح كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تعزز قدرات الخصوم السيبرانيين وتقلص الفجوة التقنية مع الدفاعات الحكومية والخاصة.

وأشار مكفادين, وفقا لرويترز، إلى أن أنظمة الأمن في المملكة المتحدة ستبقى فعالة فقط إذا واصلت التطور بمعدل يوازي التهديدات المتقدمة، مشددًا على ضرورة مضاعفة الاستثمارات في الحماية الرقمية.

وأضاف أن المركز الوطني للأمن السيبراني تلقى في عام 2024 قرابة 2000 بلاغ عن هجمات سيبرانية، منها 90 واقعة اعتُبرت شديدة الأهمية، و12 هجومًا صُنفت على أنها “شديدة الخطورة”، وهو ما يعكس زيادة بثلاثة أضعاف في الهجمات الكبرى مقارنة بالعام السابق.

وقد شهدت الأسابيع الماضية اختراقات سيبرانية واسعة استهدفت شركات تجزئة بارزة، مثل “ماركس آند سبنسر” و”هارودز” و”كوأب”، تسببت في تعطل الخدمات الرقمية وتأخير عمليات الشراء عبر الإنترنت.

وأفادت تقارير أن إحدى هذه الشركات لا تزال غير قادرة على معالجة الطلبات الإلكترونية.

وفي ضوء هذه التهديدات، أعلنت الحكومة عن نيتها إطلاق قانون جديد تحت اسم “الأمن السيبراني والمرونة”، يهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال الدفاع الرقمي.

كما دعا ريتشارد هورن، الرئيس التنفيذي لـNCSC، إلى حظر دفع الفديات للقراصنة الإلكترونيين، معتبرًا أن الاستجابة المالية للهجمات تشجع على استمرارها.

التقييم الاستخباراتي الأخير يعكس واقعًا متغيرًا سريعًا، حيث لم تعد الحروب تُخاض فقط على الأرض، بل بات الفضاء الرقمي ساحة رئيسية للتهديدات الاستراتيجية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *