المسند: أرض العرب قبل 6000 عام كانت سافانا خضراء

الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
الصورة الرمزية لـ صدى تبوك

كشف نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ، الدكتور عبدالله المسند، عن صورة جغرافية حديثة تظهر مقارنة مثيرة بين وضع أرض العرب والصحراء الكبرى اليوم، وبين شكلها قبل نحو 6,000 عام، حيث كانت المنطقة تشهد ازدهارًا بيئيًّا غير مسبوق، مما يُعد تحولًا بيئيًّا وجغرافيًّا بالغ الأهمية في تاريخ شبه الجزيرة العربية.

وأشار المسند إلى أن المنطقة قبل 6,000 عام كانت عبارة عن أراضٍ خضراء من نوع السافانا، غنية بالمياه والنباتات، وكانت تحتوي على بحيرات وأنهار، وقد كان هذا الوضع البيئي داعمًا لوجود جماعات بشرية مارست الزراعة والرعي، وهو ما تؤكده النقوش الصخرية المكتشفة في عدة مواقع بالمملكة العربية السعودية، والتي توثق أنماط الحياة القديمة في تلك الفترة.

وأضاف المسند أن الوضع البيئي الذي نراه اليوم من تصحُّر هو نتيجة طبيعية لما يُعرف بـ “الدورة المناخية العظمى”، التي أدت إلى تغيرات في أنماط الرياح الموسمية الجنوبية. هذه التغيرات أسهمت في تراجع تدريجي لكميات الأمطار، مما أدى إلى تحول البيئة من خضراء إلى قاحلة.

وتابع المسند قائلًا إن هذه التغيرات المناخية دفعت السكان في تلك الحقبة للهجرة إلى مناطق الأنهار والسهول الخصبة، ما مهّد لظهور عدد من الحضارات الكبرى في المنطقة. كما أكد المسند أن التغيرات المناخية جزء طبيعي من دورة الحياة البيئية، حيث تتبدل البيئات من خصوبة إلى جفاف مع مرور الوقت والعكس.

في ختام حديثه، أشار المسند إلى أن هذه التحولات البيئية تُذكر بما جاء في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا”، مما يعكس تحولًا بيئيًّا كبيرًا قد يحدث في المستقبل.

ودعا المسند إلى ضرورة دراسة هذه التحولات البيئية والمناخية لفهم تأثيرات التغير المناخي الطبيعي والتنبؤ بتداعياته المستقبلية، مؤكدًا أن هذه الدراسات قد تقدم دروسًا قيمة في كيفية التكيف مع التغيرات البيئية على مر العصور.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *