أوروبا تسابق الزمن لـ”السيادة الرقمية” وكسر هيمنة الولايات المتحدة لوادي السيليكون

الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
المصدر:

في ظل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ومع تصاعد التقارب بين إدارته وشركات التكنولوجيا العملاقة مثل Google، Amazon، Microsoft وX (تويتر سابقًا)، تسعى أوروبا بشكل متسارع لتحقيق ما يُعرف بـ”السيادة الرقمية”، وذلك لمواجهة الاعتماد المفرط على خدمات ومنصات أمريكية باتت تُثير مخاوف تتعلق بالخصوصية والسيادة التقنية.

خطوات أوروبية جادة للتحرر الرقمي

مع تصاعد هذه المخاوف، بدأت دول أوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، اتخاذ خطوات عملية أبرزها:

– فرض استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر في الإدارات العامة، كما فعلت ولاية شليسفيغ-هولشتاين الألمانية.

– انتشار خدمات مثل Topio في برلين، والتي تتيح للمستخدمين إزالة التطبيقات الأمريكية من أجهزتهم بالكامل، في مؤشر واضح على تصاعد الوعي الرقمي لدى المستخدمين الأوروبيين العاديين، وليس فقط المتخصصين.

بدائل رقمية أوروبية تنمو… لكن ببطء

رغم وجود بدائل رقمية أوروبية، إلا أن تأثيرها لا يزال محدودًا أمام هيمنة الشركات الأمريكية:

Ecosia، محرك البحث البيئي، سجل نموًا بنسبة 27% في الزيارات.

ProtonMail، خدمة البريد المشفر، شهدت زيادة بنسبة 11.7% في الاستخدام.

لكن هذه الأرقام تظل ضئيلة مقارنة بـ Google التي حصدت أكثر من 10.3 مليار زيارة في فبراير 2025 فقط.

تحديات البنية الرقمية

العديد من هذه البدائل الأوروبية، رغم استقلالها الاسمي، ما زالت تعتمد جزئيًا على البنية التحتية أو البروتوكولات الأمريكية. وهذا يطرح تحديًا جوهريًا أمام الطموح الأوروبي في بناء منظومة رقمية متكاملة ومستقلة.

ويؤكد خبراء أن السيادة الرقمية لا تتحقق فقط بتغيير التطبيقات أو المنصات، بل تحتاج إلى إرادة سياسية وتشريعات قوية، بالإضافة إلى تغيير سلوك المستخدم الرقمي الأوروبي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *