×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال الثبيتي

ثورة ضمير
طلال الثبيتي

أكثر الأحيان يحدث معي صراع محتدم وقوي بين العقل والقلب ، فذاك صامد عنيد ، وهذا حسّاس بليد ، وأنا ضحية ذلك الصراع وأحاول أستضيف أحدهما لأظفر بصحبته لكنني لست بذاك القوي الذي يستطيع ، فما نحن سوى غرقى في بحر من المشاهدات اليومية التي تجبرك على الذهول تارة والثورة تارة والخمول تارة أخرى
وعلى جدران الحياة خيبات معلقة وبارزة بين ظمأ السماء وجفاف الأرض وهناك من بعيد ضوء خافت لا يصل إلى الإشباع ، لكنه يبعث شيء من الطمأنينة وهناك على سطح الأرض حفر شتّى
الكثير يقف على فوهة تلك الحفر المليئة بالكراهية ، وهناك من يريد أن يقبض على الدنيا بيمينه لئلا يشاركه أحد رغد العيش .
أصبحت الحياة لعبة في أيدي الكثير من القوى ، تقسمها كيفما تشاء وعلى مراحل وحلقات لا نهاية لها
غير أنهم في كل مرحلة ينتصرون ، فقط هم من ينتصر ، وإن انتصر غيرهم ما يلبث أن يندم على انتصاره
وبين الفينة والأخرى نمر بفواصل بعضها جميل ولكن أكثرها تعيس ومع كل ذلك نبتسم ملء السماء وكل هذا لأننا في المقام الأول مسلمون ونعلم أنه لا شيء يدوم سوى الرب الرحوم .
نحاول أن نكسر جمود الأعراف والتقاليد لنبني حياة مبنية للمعلوم لا المجهول ، لكن نُجابه بقوى خارجة عن القانون لنحلق ما بين الثلج والنار ونبقى خارج خارطة الأمان ، ودائما نمتطي صهوة جواد المسافة لكننا نتعثر عند أول منعطف يختبر إيثارنا فيه .
كل ما يحيطنا يسلبنا أبسط حقوقنا دون استئذان ، وكل من يحيطنا يمدّ يده لالتقاط شيء ليس له حق به ويذهب به لدار الزاهدين الصالحين العابدين حيث كل العامة ينظر إليه بتلك الطهارة التي لا مثيل لها . وكل له غاية يرغب في تحقيقها .
ربما نحتاج ثورة أخلاق نستعيد من خلالها حكم الأوائل والأعراب .
فالغيوم قد تحجب الشمس لكن لا ولن تستطيع أن تلغي شعاعها ونورها وستشرق حتماً بقدرة الله في اليوم التالي .
ظلمونا فصبرنا ..
ظلموا الحرية فصمتنا ..
وظلموا الإنسانية وسكتنا ..
لكن أن تمتد أيديهم لظلم الإسلام فذاك والله الظلم الأكبر الذي لن يجعل له الله طريقاً ولا مسلكا .
الإسلام سيصمد مثلما صمد من قبل ، سيصمد أمام كل محاولات الخونة
ابتلينا بكل أسف بمعارك من نوع تصفية الحسابات وكل ذلك على حساب أولئك المحافظون الذين لا قضية لهم سوى الحق .
لكن رغم كل السواد نحن نلمح بريق أمل من كل اتجاه ... وعسى أن يبلغنا ذلك الأمل ..
ريشتي تبحث عن مخرج من تلك الكلمات المتدفقة دون شعور لئلا تسقط في حفرة أخرى من الكراهية والتعدي وحتى اللحظة لم تحن لحظة الخلاص لتجف الدماء ، فالجرح غائر والعقل ما زال ثائر فهل يثور القلب وينتصر أم يُسقط حكمه الضمير .

:

طلال الثبيتي
https://twitter.com/talalthobaiti
بواسطة : طلال الثبيتي
 7  0