×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور يحي العطوي

أحلام تلاشت مع الريح!!!
الدكتور يحي العطوي

من أكثر الوزراء الذين ردد المجتمع السعودي اسمه وزير الإسكان ،بل إنه من أكثر الوزراء الذين عُلقت عليه الآمال ليحقق تطلعات كل مواطن سعودي بامتلاك سكن خاص به بعد أن أصبح الحصول على هذا المسكن أمنية بعيدة المنال ،
لقد استشعر خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره حجم معاناة المواطن السعودي مع السكن وأراد هذا الملك العادل أن يحقق الحياة الكريمة لكافة الأسر السعودية فأمر أيده الله بمبلغ مائتين وخمسين مليارا لهذا المشروع الوطني الهام ليخفف على المواطنين من أعباء الإيجارات التي تلتهم ثلث مرتباتهم
ولكن للأسف الشديد وزارة الإسكان أصابت المواطن السعودي بخيبة أمل كبيرة بعد الإعلان الأخير لها عن أسماء المستحقين للحصول على مسكن خاص بعد أن تم استبعاد الثلث منهم بحجج واهية
والأدهى من ذلك بأن هذه الوزارة والتي أٌنشئت
بتاريخ ١٤٣٢/٤/٢٠ احتاجت لأكثر من ٤٢شهراً حتى تستطيع حصر المواطنين المحتاجين لهذا السكن في ظل ثورة معلوماتية هائلة متوفرة يمكن الاستفادة منها في تحديد هوية الأشخاص الذين تنطبق عليهم شروط الإسكان في مدة زمنية أقل من ذلك بكثير
وهنا يحق لنا أن نتساءل لماذا لم تستفد وزارة الإسكان من البيانات الموجودة في مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات والتي قامت بإجراء التعداد السكاني للمملكة ولأكثر من مرة خلال العقدين الأخيرين وقد كان من ضمن معلومات هذا التعداد بيانات تختص السكن ،كما أن صندوق التنمية العقاري لديه أرقام دقيقة لتعداد المواطنين المتقدمين للحصول على قروض عقارية وأعتقد أنها كافية لمعرفة حجم العمل المطلوب من الوزارة إنجازه في هذا الجانب و استغلال كل هذا الوقت المهدر في البدء بإنشاء الوحدات السكنية
فما أنٰجز منها في مناطق المملكة حتى الآن هو محدود للغاية ولا يكاد يذكر
والمواطنين أصبحوا يتساءلون إذا كانت وزارة الإسكان احتاجت كل هذا الوقت لكي تحدد أسماء وبيانات المستفيدين فقط ، فإن تحقيق أحلامهم في امتلاك مساكن خاصة بهم يحتاج الي معجزة في زمن تلاشت فية المعجزات
سنوات عديدة وتوفير السكن للمواطنين هو محور حديث الاقتصاديين وكتاب الرأي العام في هذه البلاد إدراكا منهم بأن المبيت في منزل ملك يحقق دفئا وطمأنينة لا يعادلهما أي مكتسب آخر ،تلاه تجاوب ملموس من حكومتنا الرشيدة والتي أولت هذا المشروع جل اهتمامها ورعايتها فضخت المليارات في مشروع تنموي رأت فيه الخير للوطن والمواطن، ومخاوف المواطنين من تأخر هذا المشروع لا يبددها إلا خروج وزارة الإسكان في مؤتمر صحفي توضح للرأي العام ماهي الخطوات المستقبلية لهذا المشروع ولماذا احتاج كل هذا الوقت لحصر المستفيدين فقط وماهي العقبات التي أعاقت التقدم فيه وكم من الوقت يحتاج المواطن لكي ينام في غرفة نوم هادئة ملك بعيدا عن مؤجر يلاحقه نهاية الشهر ،ولتعلم وزارة الإسكان الموقرة أنها وحدها القادرة على بث الفرح من جديد في نفوس السعوديين المحتاجين للسكن بعد أن شعروا في الأيام الماضية بأن أحلامهم في الحصول على مساكن ملك لهم أضحت في مهب الريح !!!
بواسطة : الدكتور يحي العطوي
 22  0