×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله الخمعلي

منيره تشكو فاطمه وسعود يغرد وسط الأغنام ..!!
عبدالله الخمعلي

منذ أن دخلت لمجتمعاتنا وسائل التواصل الحديثة من برامج ومواقع أسست لنا عالم افتراضي ومجتمع آخر جديد ،هذه الوسائل غيرت أنماط الحياة المعتادة ،حيث اصبحت صور العرض والمنشورات هي لغة التواصل بين الأفراد ،وهي الموقع الرسمي لمعرفة أخبارهم وأماكن تواجدهم بالإضافة لحالتهم المزاجية.

تنوعت برامج التواصل الحديثة ,لكن غالبيتها تركزت على التوجه لجلب أصدقاء ليسوا من مجتمعاتنا القريبة ,لتجلب معها عادات جديدة علينا تعلمها المجتمع السعودي من مجتمعات الشرق الأوسط ,ولا أبالغ أن قلت من مجتمعات أجنبية ,وكل ذلك سينعكس بشكل إيجابي او سلبي يحدده المتلقي .

يقف «تويتر » و «الواتساب» متصدران على منصة برامج التواصل الاجتماعي ، ليتحولا من وسيلة "تواصل" اجتماعي لمكان للتكريم والتشهير ، فهد يهنئ سالم بزواجه و منيرة تشكو من الحديث السيئ الذي صدر من فاطمة عنها ،، وعلى هذا يكون البقيـة.

أكاد أجزم بأن هذا الحال ليس موجود في مجتمعنا السعودي فحسب ,بل وصل للمجتمع الخليجي والعربي , وحديثي هنا ليس من باب الانتقاد ،بل أشيد بها لأنها جعلتنا نفهم ما يدور في خاطر ونفوس من حولنا ونعلم عن أخبارهم وأحداثهم قبل أفراد عائلتهم الكبيرة ,فاصبح الشخص يعلم ماذا حل بصاحبه من فرح او حزن ,ومن سعادة او تعاسه إن لم تكن مزورة..!! وهذا التزوير لا يكن غالباً إلا لدى المحبين والعشاق وعالمهم الفريد.

أعود في حديثي عن التواصل , في الوقت الحاضر لست بحاجة لذلك الشخص الذي يخبرني عن حال من حولي ولست أيضاً بحاجة لأقول لذلك القريب او الزميل "أخبارك" لأنه هو من يقدمها لي على طبق من ذهب عبر لغتنا الجديدة دون أن يتحدث او يُشير بذلك.

كم نحن بحاجة للألية التي تتبعها شركة "تويتر" في برنامجها الذي يرغمك على عدد معين من الاحرف ,ويرغمك في غالب الأوقات على الاختصار واستبدال بعض الكلمات بأخرى أصغر منها تعطي نفس المعنى بدلا من الحشو الممل ،كم نحن بحاجة لذلك الترتيب الألي مع أنفسنا لمواجهة بعض البشر.

في الحياة التويتريه نرى تناقضات عجيبة ،أصبح سعود يتحدث عن السياسة وهو وسط شبك الأغنام ، ومحمد يغرد عن حقوق الشعب السعودي وهو خارج المملكة ,واصبحت ياسمين تغرد عن أمها وتعجز الكلمات عن وصفها ، وهي لم تنهي التكاليف التي أمرتها بفعلها ،، حقاً عيش أكثر ترى أكثر.

بالرغم من تفاخرنا بالعدد الكبير من الأصدقاء الافتراضيين والذي أصبح التواصل معهم بشكل مستمر، لابد أن لا ننسـى بأنه لو حدثت مشكلة للحساب أو تعرضت شبكة الأنترنت للانقطاع سيكون رصيدنا من الأصدقاء "لا شيء" وسنعود على ما كنا عليه في السابق، فلا بد من العمل على تكون مجتمع واقعي آمن لا ينقطع بتعطل الشبكة ، ونحاول أن يكون هناك تواصل صوتي عبر المكالمات بدلاً من الرسائل التي تكاد أن تنسينا "نبرات" صوت أحبابنا.

أخيراً أتمنى أن نكون واقعيين بعض الشي ونعيش حياتنا بكل بساطة دون تكلف وتنمق وتقمص شخصيات ليست لنا ،وإن كان لابد من ذلك فليكن ما نفعله نطبقه على واقعنا.
ودمتم بصحة وعافية.. عبدالله الخمعلي،،
بواسطة : عبدالله الخمعلي
 15  0