×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

مسافرات بلاعودة
نواف شليويح العنزي

هن معلمات فاضلات أجبرتهن الظروف الحياتية على القبول بوظيفة معلمات خارج المدن, بحكم التخصص والحاجة الماسة للدعم المادي لمواجهة متطلبات الحياة ,وتكاليفها المتزايدة والرغبة لدى كثير من هؤلاء المعلمات في المشاركة في نهضة تعليم الفتاة في قرى وهجر تناثرت على مسافات أحسبها تعكس مساحة بلدنا الشاسعة ، التي لا تقل عن المليوني من الكيلومترات المربعة .
فهؤلاء المعلمات ومع بزوغ خيوط الفجر الأولى ,وقد يكون قبل ذلك بساعات يستعدن لتجهم عناء السفر ، الذي أصبح قطعة من العذاب فيتجهن بمركبات تقلهن إلى وجهة معينة ، حيث مقر العمل وقد تكون المركبة لها عدد من الوجهات نظرا لاختلاف مقر عمل بعض المعلمات ، التي قد يكون هجرة أو قرية أو صحراء جرداء لا يوجد بها إلا بضع من الغرف ، التي يحويها فناء ولوحة تحمل اسم المدرسة .
إن هذه الوجهات المتعددة التي يقصدها قائد المركبة يوميا والمعلمات هي وجهات محفوفة بمخاطر وتحديات الطرق ، وكذلك الظروف المناخية السيئة التي تسوء كثيرا وخاصة في فصل الشتاء ، ثم بعد ذلك العناء في رحلة الذهاب البائسة تبدأ رحلة العودة التي لا تقل بؤسا عن رحلة الذهاب ، التي فيها الأمل للعودة إلى الأسرة والأحبة ،حيث مقر السكن والمعيشة ، وهكذا في كل يوم دراسي تتكرر رحلات معلمات القرى والهجر ،هذه الرحلات التي انتهى كثير منها بحوادث شنيعة أنهت أرواح طاهرة ، كانت شمعة مضيئة لكثير من أسرنا السعودية وبانطفائها عم الحزن ولف السواد حياة كثير من الأبناء والأمهات والأزواج ، فلقد أفنت تلك المعلمة الراحلة ما يقارب الستة عشر عاما أو قد يزيد على مقاعد الدراسة ثم عناء انتظار الوظيفة وبعد ذلك ينتهي كل شيء بحادث ، كل يقف عنده بحزن عميق ودعاء بالرحمة والغفران مقتديا في ذلك بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه إبراهيم
خاتمة ( توفير مقر سكن ملائم لمعلمات الهجر والقرى عند مدارسهن مع توفير وسائل الاتصالات الحديثة وسيلة فعالة للحد من حوادث مركبات المعلمات بإذن الله )
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 4  0