×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ريم الجوفي

إلى كل ( مشرف ومشرفة ) مع التحية‏
ريم الجوفي

سألتزم الخطاب المذكر تماهياً مع مجتمعنا الذكوري ليس أكثر ، وسأبتعد عن الطرح النخبوي والإغراب في الألفاظ مراعاةً لمستويات بعض المشرفين اللغوية .
أيها المشرف الموقر : في تصنيف الطبيعة أنت تلك النحلة التي تنقل اللقاح من زهرة إلى أخرى في جولتك بين المدارس فتخبر المعلم أو المرشد أو رائد النشاط أو القائد أجمل مارأيت في ما أبدعه زميله من مدرسة أخرى، على الأغلب هذا ما يحدث إن كنت مشرفاً متميزاً أميناً .تستوقفني لغة الحديث وبراعة الحوار الذي تصنعه مثلاً بعد حضورك حصة المعلم المناضل أو أثناء تصفحك سجلات رائدٍ استهلكته كل أركان المدرسة قبل طلابها أو أو أو .... ، تلك المفردات التي تخرج منك يجب أن تكون مدروسةً بعناية فأنت على الأغلب لاتلتقيه إلا ساعتين في الفصل الدراسي كاملاً .
سأملي عليك عُشر ماتملونه على المعلمين كشريحةٍ مسحوقةٍ تعودنا أن تكون المقالات والمقاطع اليوتيوبية موظفةً لجلدها ، حين تفكر في زيارة من تشرف على عمله تذكر أن عطاءه في عمله عندما يكون ابنه مريضاً في الليلة الماضية يختلف تماماً عن عطائه في سائر الأيام ، هو (بشرٌ ) ياعزيزي وليس رقماً في قائمة كما هو مصنف في أوراقك ، عندها كن ضيفاً محترماً وهاتفه بأجمل طرق الاستئذان وإن لم تفعل فأنت مازلت تعمل بآلية ( المفتش ) الذي أكل الدهر عليه وشرب ولم يؤتِ ( تجسسه ) أُكله . أعود للغة الحديث ، فكلماتك إما أن تستنهض همته نحو الإبداع وتستفز "الملاك" القابع بين حناياه أو أن تجعل أيامه رتيبةً فتحرض "شيطانه "النائم على التمرد وتكون أنت من دمّر عمليةً تربويةً كاملةً ، لأنك أول حبات العقد التي إن سقطت سقط الجميع خلفها ، لستَ بحاجةٍ لتذكيرك بأن الاجتياف والمحاكاة اللاشعورية للنموذج والمسؤول هي ديدن مجتمعاتنا .
تأمّل في كل مشرفٍ ناجحٍ تعرفه واسأل نفسك لماذا يبدع من هو مسؤولٌ عن عمله ، أطلق العنان في تأمل لغة حديثهم وثنائهم وإبحارهم في التنقيب عن مكامن الإبداع وليس التفتيش عن زوايا الفشل والخطأ ، وإن كان جُل همك هو إحصاء عدد الاستراتيجيات المفعلة في الحصة فلا مانع من إهداء كتاب (How to teach like a champion) أو كتاب ( ٢٠٠٠ نصيحة لكل معلم ومعلمة) كما تطالبه تماماً بالتحفيز لطلابه ، أوَ نسيت أنه " بشر " ؟؟؟!!!!!
عندما تطلب سجلاته للإطلاع حدد موقفك ولاتجعله يتأرجح بين "التوثيق الورقي " فتكون مدارسنا مطابع للورق، و بين "التوثيق الإلكتروني "الذي يذكرنا بأننا لسنا من ( سكان الكهف ) ، حتى لاتصبح ذلك الغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة فلم يتقنها ثم نسي مشيته الأصلية .
حين تضع في ورقة التقييم أمام مستوى الطلاب درجة (متواضعة ) ثم تطالبه بإعادة الاختبار لتحسين درجاتهم الحقيقية كي تكون متميزة يجب أن تحدد موقفك أيضاً وتعيد النظر في تقييمك أنت لهم ، فكيف تطالبه بأن تصبح درجات طلابه كاملةً و أرقاماً اعتباطيةً وتأبى نفسك منح من علّمهم أداءًا وظيفياً عالياً برقمٍ اعتباطيٍٍ أيضاً.
إضاءة : كل ماعليك فعله أن لاتبخل على نفسك بدورةٍ مكثفة ٍ حول لغة الجسد والوجه تحديداً .

تنبيه / هذا المقال له بقية

@thalesksa تويتر:
بواسطة : ريم الجوفي
 11  0