×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
خليفة الهجهوج

وداعا ابا متعب
خليفة الهجهوج

ليس من السهل الحديث عن المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية والمبادرات الحكيمة, ولكن تحت وطأة المصاب الجلل بفقده رحمة الله تلوح في الأفق إنجازات مباركة عظيمة لا يستطيع الإنسان حصرها في مقال غير أنني استشف من نور التاريخ قطرات من محيط أعماله وإنجازاته ومبادراته رحمة الله.


إن كل فرد من أفراد الشعب السعودي الكريم ومن خلفه الأمة الإسلامية والعربية بل وكل منصف محب للسلام في هذا العالم أن يقف بصمت مترحماً على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فعلى الصعيد المحلي وفي عهده طيب الله ثراه تم توسعة الحرمين الشريفين بأكبر توسعة شهدها التاريخ إيمانا بعظيم مكانتهما المقدسة. كما عمل رحمة الله على صيانة الأمة لعيش حياة كريمة في ظل الصراعات الاقتصادية المحتدمة في العالم, فكل ميزانية تصدر يتم تخصيص المليارات لقطاع الصحة والتعليم والإسكان بأرقام غير مسبوقة تعكس اهتماماته رحمة الله التي تصب في مصلحة الإنسان السعودي بصورة مباشرة. تلك الاهتمامات على الصعيد المحلي قفزت بالإنسان السعودي لأن يكون في اوائل الاحصاءات المتعلقة بمكانته العالمية. كما أنشأ رحمه الله مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي يُعَد صرح حضاري في احترام كلمة الإنسان السعودي ومع كل ذلك التقدم والإنجاز كان يقول رحمة الله بأن الخير دائماً قادم.


لم يكن هناك اتفاق وشراكة عربية أو عالمية ورأب صدع الخلافات أو حتى تقريب وجهات نظر إلا ويكون خلفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله, فإن لم تكن مبادرة مباشرة فإنها ولا ريب دعم ومساندة. وكان رحمه الله يستشعر مكانة المملكة في قلوب المسلمين وبقلب صادق ينبض بالإيمان دعم منظمة المؤتمر الإسلامي وساهم في بلورة أعمالها لتتحول من النظرية إلى التطبيق في الكثير والكثير من اعمالها. كما دعم رحمه الله التثقيف الديني من خلال إنشاء مراكز إسلامية ومساجد والعمل على استمرارها بصورة مشرفه. كانت سياسته مع الآخر هي الحوار البناء ولذلك أنشأ رحمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين اتباع الديانات والثقافات الذي رأى النور في العاصمة النمساوية فيينا, ليكون منبراً للتسامح والوسطية وبث روح التعاون الإنساني والتقريب ونبذ العنف بكل أشكاله. وعلى الصعيد السياسي, حافظ رحمه الله على الحياد في القضايا ذات الشأن الداخلي للدول وكان حازماً صارماً في احترام سيادة المملكة العربية السعودية, وكسعوديين نفخر بدور المملكة الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لحفظ الأمن والسلم الدوليين وموقفه رحمة الله من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلق بضرورة تطويرهما ليواكبا المتغيرات السياسية على الساحة العالمية. وصدق رحمة الله في ذلك حيث بدأت تتعالى الأصوات الداعية إلى حتمية قبول وجهة نظر الملك عبدالله رحمه الله ليعم الأمن والسلام العالم.


رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجزاه الله عن الامة الإسلامية والعربية والعالمية خير الجزاء. ونحمد الله حمد الشاكرين أن حمل لواء الأمانة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل الدولة والإنسان. فهو يمتلك كل المقومات والصفات التي تجعله قادراً بتوفيق الله وعونه على إكمال مسيرة النماء والازدهار للمملكة العربية السعودية وشعبها, ومن خلفه حفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهده الأمين وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد حفظهم الله.


عضو مجلس هيئة حقوق اللإنسان
والمشرف العام لفرع هيئة حقوق الانسان بتبوك
اللواء خليفة هجهوج الدهاش
بواسطة : خليفة الهجهوج
 0  0