×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شتيوي العطوي

من كان بلا خطيئة فليرجم قرعتي بحجر !
شتيوي العطوي

من كان بلا خطيئة ، فليرجم قرعتي بحجر !
العيون الكواحل رجموني .. آه .. آه .. يا رفاقي ساعدوني !
ذلك نداء إلى كافة القرعان في هذا العالم ، وبعد :
الحقيقة أن لديّ شعرا كثيفا وشعورا مكثّفا !. حاولت التخلص من الثاني فلم أستطع ، فذهبت أنتقم من الأول . وكم تمنيت أن يكون هناك صالون لحلاقة الشّعور لكي أحلق مشاعري على الزيرو . وعلى الكرسي المتحرك وضعت رأسي بين يدي الحلاق ، فقال لي : رأس ولا ذقن ؟ . فقلت : كله ، وعلى الموسى ، وأشرت إلى الرأس والذقن والشارب . ولولا وجود شخص يعرفني لطلبت من الحلاق أن يمرر المشرط على الحواجب والرموش والكراعين والذرعان . ومن سوء حظي أن هناك مباراة تجري أحداثها في التلفزيون ، وكان الحلاق يحلق وعينه على الشاشة . فانتهت المباراة بثلاثة أهداف مقابل خمسة جروح في مرمى قرعتي . والحمد لله أن لم يكن هناك أشواط إضافية . وبعد أن وقع الموس في الرأس ، نظرت في عدّة الحلاق وقلت في نفسي : يا ترى أين يحلق مسئول الحلاقين ؟ . حينها تلقيت صفعة على العرعور من صاحبي الذي ينتظر دوره وقال لي : نعيما ! . فقلت له : أي نعيم في قرعة تشخب دما !
تركت صاحبي وقد دلدل رأسه للحلاق وذهبت إلى الإستديو . وهناك أخذت صورة تذكارية ثلاثية الأبعاد . ولولا أن أدركني الوقت لذهبت إلى الإستيريو لأشتري أغنية " تسلم الأيادي " احتفالا بهذا التّبرج . فعدت إلى البيت حاسر الرأس وكأني نذير شؤم لقوم . فلما رآني صغار الأولاد هربوا وتفرقوا ، فجاءت أم العيال فصكت وجهها وقالت : أنت صاحي؟!
قطعا صاحي ، وإلا لما دللت طريقي المتعرج إلى البيت . وكان الأجدر أن تقولي : تسلم الأيادي التي بطشت بقرعتي وأسقطت بصيلات شعري .
آه كم تبدو الحياة جميلة وخفيفة بدون شعر !. والأجمل أن تكون بلا " شعور " .
هل يصدقني أحد ما لو قلت له : شعوري ناحيتك شعور كبير كبير .. شعور بمحبتك مليان أحاسيس كتير ؟
كيف لي أن أقنعه بصدق مشاعري وهو يراني أهلس أملس ؟
وفي هذه الدنيا هناك من يرى أن حلق الشارب عيب .. وهناك من يرى أن حلق اللحية حرام .. وهناك من يرى أن ما فعلته ضرب من الخبال . لذلك أصبحت قرعتي محط أنظار البشر من حولي ، والسؤال الذي يطرق مسامعي في كل مرة يراني فيها أصحاب الشعر والمشاعر الرقيقة : أنت صاحي ؟! . وكأن عقلي في شعري !
لقد أدركت أنني ارتكبت خطيئة ، حيث ترك الناس من حولي الحديث عن الموبقات السبع التي تهوي بمن يقترفها في ذات الأبواب السبع وانشغلوا في أمر قرعتي .
وقبل ذلك كنت أسمع الناس يتحدثون عن الحرية الشخصية والإرادة الحرة . وحين طبقت هذه المفاهيم الجميلة على قمقمة رأسي قالوا لي : أنت صاحي ! . وكل الحكاية شعر .
قلت بأن من كان بلا خطيئة فليرجم قرعتي بحجر .. ولا بد وأن هناك من هم على أهبة الاستعداد للرجم لكي يوحي بعضهم إلى بعض أنهم بلا خطايا . وقد لا يجد البعض منهم حجرا فيذهب ليخلع بلاطة من رصيف الطريق . بلاطة يا مفتري وأنت الذي ملأت الدنيا خطايا . البلدية تزرع وأنت تقلع ! . تريد أن ترجم قرعتي على حساب البلدية ثم تدعي أنك رجمت قرعتي بمجهوداتك الذاتية !
وها هي قرعتي " ومن كان بلا خطيئة فليرجمها بحجر " .
والسلام
ليلة من ليالي " دمج "
بواسطة : شتيوي العطوي
 13  0