×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالملك الحربي جديد

الدجل الثقافي
عبدالملك الحربي جديد

(يقول بيرتراند راسل : من لايتكلم بوضوح لايملك شيئا)
حين حضرت الحداثة بمذهبها الفوضوي العبثي الى عالمنا العربي انبرى لها بعضا من الرموز الادبيه في العالم العربي في محاولة للتصدر لهذا المذهب خاصة انها تحمل في ملامحها الشر لكل ماهو قديم . فتشفير النصوص بقصد احدى مهام (الدجل الثقافي) فالخلط التعسفي بين العبارات وان كانت في بعض الاحيان تثير الدهشة إلا انها غالبا ماتثير الشفقة على حال كاتبها فتجد الخيبة والسقوط في وحل الصراعات النفسيه وأحيانا السياسية والعقائدية وهذا الامر طبيعي في ظل رفض هذا المذهب لكل القيم والمعتقدات .
في الاسبوع الماضي قدم لي احد الشعراء نص شعري قائلا: هذا زلزال شعري اتمنى منك قراءته . مررت بعيني على النص الشعري فوجدت عبارات رائعة لكن مغيبه المعنى فشلت في ان تدلني على مقاصد الشاعر وأيضا ضحالة في الصور ولكني شممت رائحة السم الحداثي الرافض لكل معتقد فعلى الرغم من كون الشاعر اعتمد على التكثيف والتنوع احدثت لي الدهشة إلا انه لم يستطع ان يخفي ضحالة علاقته بالأشياء او حتى فهمه للبديهيات وحمل النص ايحاءات تحرريه اشعرتني بالقرف
هذا نوع من انواع الدجل الثقافي الذي غزا المتلقي العربي على يد ادونيس والبياتي وكاتب ياسين والذي يقوم على مبدأ اقحام متلقيه في دائرة الشك بكل معتقداته والإيقاع به في الفوضى والإباحية بلغه غامضة لم تطول مدة غموضها لتفوق المتلقي وسرعة كشفه لهذا النوع من انواع الدجل الذي يحاول هدم العلاقات الانسانية على اساس اعادة النظر في الثوابت الدينيه والاجتماعية ورفض تقديس النصوص والرموز ودائما الظهور بمظهر الوطني المحب الراغب في العيش باستقلاليه بعيدا عن مجتمعه
بواسطة : عبدالملك الحربي جديد
 9  0