×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

التعليم يبدأ بعد سن الثانية
نواف شليويح العنزي

( التعليم يبدأ بعد سن الثانية )

ينظر للتعليم بأنه المحاولات المبذولة الجادة والمتميزة من الكفاءات البشرية المتخصصة للتأثير الإيجابي، والتنمية المعرفية وإكساب الخبرات والمهارات المتنوعة للنشء لتؤثر في سلوكياتهم ، وتبدأ مراحل التعليم وبكل فاعلية واضحة، بعد سن الثانية من العمر ، فلقد أثبتت جهود العلماء المهتمين بمجال تعليم النشء قدرة هؤلاء الأطفال في هذه المرحلة الزمنية من العمر على الاستفادة من التعليم واكتساب السلوك ،وبروز ثقافة منظماتهم المميزة في شخصياتهم وممارستها في حياتهم اليومية ،وهذا يتم في مدارس ما قبل مرحلة التعليم الابتدائي ،والتي تبدأ بقبول طلابها من بعد سن الثانية وحتى سن السادسة ،لأنه في هذه المرحلة العمرية يصل النمو العقلي لدرجة القدرة على التفكير الرمزي، كما بين ذلك العالم السويسري جان بياجيه في نظريته التي تناولت التطور المعرفي وغيره من العلماء المهتمين بالشأن التعليمي ،واتضح للعلماء أن أطفال هذه المرحلة قادرون على استخدام اللغة واستقبال الرسائل التعليمية الموجهة لهم والتفاعل الاجتماعي ،والاستجابة بأنماط تتناسب مع هذه الفئة السنية ، ويركز المحتوى التعليمي لطلاب هذه المرحلة على تعليمهم مبادئ العلوم الدينية ،ومبادئ القراءة والكتابة وعدد من المواد ،ولكن بأسلوب مبسط و يكون معدا بالتوافق مع غريزة حب اللعب عند الأطفال ،ليكتسبوا مضامين معرفية يتم تعميقها بنشاطات متنوعة يمارسها هؤلاء الأطفال داخل قاعاتهم الدراسية ،المجهزة بكافة أنواع الوسائل التعليمية لجذب الانتباه والتركيز، ونتيجة لأهمية مرحلة التعليم قبل الابتدائي ،أصبحت هذه المرحلة من أولويات التعليم في كثير من دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية ،والتي أدركت مدى فاعلية تعليم هذه الفئة في هذه المرحلة المبكرة من العمر فتعليم النشء في سن مبكرة يحقق النمو الشامل والمتكامل للطالب والطالبة في النواحي الاجتماعية والعقلية والجسمية والانفعالية ،وينمي عضلات الجسم ويساعد على الالتزام بالقواعد والممارسات السلوكية التي تناسب قيم وعادات المجتمع ،واختلفت المسميات المعتمدة وطرق التقسيم لهذه المدارس في كثير من دول العالم ،فبعض الدول تسميها دور الحضانة ورياض الأطفال وقسمتها إلى مدارس مرحلة ما بعد سن الثانية من العمر وحتى الرابعة ،ومدارس تكمل هذه المرحلة حتى بلوغ سن السادسة ، وبعض الدول اعتبرتها مرحلة واحدة تمتد من السنة الثانية وحتى السنة السادسة ،وحرصت هذه المجتمعات التي فعلت هذه المرحلة تعليميا بإلحاق مدارس هذه المرحلة بمدارس تعليم البنات بكافة المراحل بداية بالمرحلة الابتدائية ،والمرحلة الثانوية وكذلك إلحاقها بالجامعات والكليات ،وعدد من هذه المدارس تشرف عليها هيئات وقطاعات خاصة تشارك في نهضة مجتمعاتها تعليميا ،واهتم القائمون على التعليم في كثير من الدول على تطوير هذه المرحلة التعليمية الهامة ،فتم تعديل كثير من مناهجها وأساليب التعليم وإضفاء طابع المرونة التعليمية على تلك المرحلة ،وأتى ذلك بعد عمليات من التقويم الشامل للمرحلة التعليمية شارك بها المختصون ،وأولياء الأمور، من أجل النهوض بالمستوى التعليمي ،وإعداد النشء للمرحلة القادمة من التعليم ،التي تبدأ من السنة السادسة من العمر.

خاتمة ( التعليم النظامي للنشء في ما قبل المرحلة الابتدائية لا يقل أهمية عن المراحل اللاحقة من التعليم )

كتبه / نواف شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0