×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
بهي ين اسماعيل بديوي

"الشخصنة"
بهي ين اسماعيل بديوي

كلما شهدت أو تعرضت لاختلاف في وجهات النظر, تذكرت زميل الدراسة الغالي أيمن بن ثامر الشهراني بابتسامته العريضة وهو يقول " يا أخوي لا تشخصن" فإذا وقع الفأس بالرأس يقول "أوووه شخصن"
في علاقتنا مع الآخرين, تبقى فرص الاختلاف قائمة ومتوقعة, فنحن كبشر نملك وجهات نظر مختلفة وخبرات سابقة وخلفيات وثقافات مختلفة, نحكم ونقيم بها ومن خلالها, وتؤثر بشكل مباشر على تعاملاتنا مع الآخرين.
فالشخصنة بظني ما هي إلا نوع من الهروب والفشل والانسحاب من مناقشة الأفكار ومواجهة الأراء, بالتركيز على نقد أصحابها بغية التقليل من قيمة وصحة هذه الأفكار من خلال مهاجمة أصحابها.
هنا تقع مسؤوليتنا بكيفية التعامل مع هذه الاختلافات لكي لا تتحول إلى خلافات. فنحن إن ركزنا وانتقدنا الأشخاص فلقد أشعلنا فتيل الخلافات بإفلات أعصابنا وإطلاق سراح غضبنا, فالاختلاف مع شخص في طرحه ورأيه لا يعني الخلاف معه شخصيا. فإن إستطعنا أن نجعل الأشخاص بمعزل عن أفكارهم وأيقنا أن كل فكرة قابلة للنقد والأخذ والرد فلقد نجحنا في الحفاظ على علاقات صحية ومثمرة.
وتتفقون معي باستحالة تطابق جميع أفكارنا مع الآخرين, وأن اختلافنا هو أمر صحي وربما يكون سببا للإبداع والتجديد والتحسين, فإن وافقت أو وافقني الآخرين في كل شيء فماذا عسانا أن نستفيد.
ولنتذكر انه يجب علينا أن نقبل الناس كما هم, وأن نتقبل أفكارهم باحترامها وليس واجبا علينا تبنيها.
وكل فكرة أو رأي هو قابل للتغيير, فأفكاري الآن حتما ليست هي قبل سنوات, لذلك لنتلقى الأفكار ونناقشها وننقدها فربما نكون سببا في تغييرها, أو تغيير رأينا نحن.
لذلك أنصحكم بما نصحنا به الغالي أيمن, "يا أخوي لا تشخصن"..دمتم براحة وسلام.

م. بهي بن اسماعيل بديوي
2-7-1436/هـ
بواسطة : بهي ين اسماعيل بديوي
 1  0