×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فارس الغنامي

أنا عندي حلم!
فارس الغنامي

على رغم الأحلام التي نحلمها ونعيشها في الصغر على أمل تحقيقها ،في الكبر وعلى بساطة وتمني تحقيق ولو القليل منها يستعد ''حمدان'' خريج الثانوية العامة من العام الماضي بسيارتة البسيطة المليئة بفاكهة 'البطيخ ' إلى كسب المال من هذه التجارة على أمل تخفيف عبء الحياة اليومية، يزاول مهنة بيع الفاكهة من الصباح وحتى قبيل صلاة المغرب وبعدها يستعد لتبديل ملابسة والذهاب إلى مقاهي الانترنت برفقة أوراقه وشهادة التخرج على أمل وجود تقديمات عسكرية أو حتى مدنية.

مما لفت انتباهي في حديثه إعجابة بالوافد الأجنبي من الجنسية ''الهندية'' الذي يعمل بالمقهى مدة ثلاثين عاماً حيث ذكر لي أن هذا الوافد يتقن طريقة تعبئة نموذج البيانات بالوظائف العسكرية وطريقة الحجز للسفر والتقديم على بنك التسليف والتسجيل ببرنامج حافز وأمور كثيرة، إن هذا الوافد قد أذهلني كما أذهل حمدان بطريقة إتقانة للكتابة بالعربية ومتابعة أخبار الوظائف العسكرية والمدنية والتقديم على الجامعة وإختبارات قياس وغيرها الكثير، ويكمل حمدان حديثة وهو يدخن بشراهة أن '' حياة العاطل بائسة '' وروتينها ممل ما بين السهر للصباح والنوم نهاراً وسماع التوبيخ أحياناً من 'المجتمع' على حسب وصفه إلا أنه قال لي أنه يجد تحت وسادتة مبلغ علبة السجائر من والده خوفاً عليه من ذهابه إلى طرق ملتوية لجلب المال، ليكمل حديثه الممتع بأن علاقتة بوالده علاقة صديق بصديقه لاتخلو من الاحترام.

بعدها حصل حمدان على وظيفة ''كاشير'' في إحدى أسواق تبوك الكبرى، وقال لي 'أرتحت من أشعة الشمس الحارقة' لكن هناك حلم يتمنى تحقيقه وهي ''الوظيفة العسكرية'' على رغم بساطة الحلم وعناء القبول إلا أن حمدان في عينيه وجدت الكفاح ورباطة الجأش وصفاء الذهن والنضج والشخصية الرائعة والإلتزام والإستغناء عن مد اليد براتب شهري بسيط من عمله ككاشير،قلت له من باب المزاح اللطيف ( ماذا ستفعل في أول راتب إذا قبلت بالوظيفة الرسمية التي تتمناها ) كانت إجابته ( ربع 2015 ) مهما كانت أحلامنا فطرق تحقيقها تكمن بالعمل بالاجتهاد والمثابرة والثقة بالله و مهما كانت المهنة أو الوظيفة مهما بلغ تخلف العقول في التنقص من عمل اي شاب سعودي هي أفضل من الجلوس مهمشين نصغي الى أنجازات ألاخرين ونتهم النصيب بالفشل وقلة الحيلة.


بقلم الكاتب فارس الغنامي
بواسطة : فارس الغنامي
 15  0