×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

هل أفلحنا في مكافحة التدخين؟

درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج!
التدخين يضر بصحتك ننصحك بالابتعاد عنه!
السيجارة الطريق الأولى للولوج في عالم المخدرات!
ما سبق هي كلمات ونصائح ثمينة لكنها لم تلامس قلوب الذين لا يعقلون! في ظل تزايد نسبة أعداد المدخنين للسجائر عاماً بعد عام دون وجود بصيص أمل في تراجع هذه النسبة، ما يعني تزايد أعداد الوفيات الناجمة عن خطر التدخين بأضعاف ما تسببه حوادث السيارات، وقد استطعنا عند وجود الارادة بأن نحد من الحوادث المرورية باستحداث نظام ساهر لتنظيم وتحديد السرعة النظامية لسلامة المركبات والأشخاص من خطر الموت المحدق، لكننا لم نفلح حتى الآن في ايجاد نظام صارم لمكافحة التدخين على الرغم من أن المصابين بالأمراض الناجمة عنه يشكلون عبئاً اقتصادياً كبيراً على وزارة الصحة نظير الرعاية الصحية وتقديم العلاج لهم.

ومع أن غلاف علبة السجائر يحوي عبارة " التدخين يضر بصحتك ننصحك بالابتعاد عنه" إلا أن هذا التوجيه لم يلامس العقل الواعي واللاواعي طالما أن علب السجائر تباع في وضح النهار بسعر زهيد وبأنواع عديدة في كافة المحلات التجارية حتى لصغار السن، ما يدعو للعجب في من وضع تلك العبارة ولسان حاله يقول:
ألقاهُ في اليمِ مكتوفاً وقالَ لهُ ...........إياكَ إياكَ أن تبتلَ بالماءِ.
إذا كانت وزارة التجارة حريصة على سلامة الناس ونحسبها كذلك؛ فما عليها سوى الحد من استيراد هذا الوباء الفتاك الذي يعد البوابة الأولى للولوج في عالم المخدرات والإدمان، إذ من النادر أن تجد أحداً ممن يتعاطى المخدرات أو يتناول المسكرات إلا كانت بدايته سيجارة.

مكافحة التدخين ليست بالأمر المستحيل وسن قانون حول المكافحة لا يحتاج سوى قرار يتم العمل به بشكل تدريجي بدءًا من رفع سعر علبة السجائر، ثم استيراد الأنواع التي تحوي مادتي القطران والنيكوتين بنسبة قليلة دون غيرها، وبعدها تحدد مراكز رئيسة في كل مدينة لبيع الدخان مع الرقابة الصارمة بعدم بيعه للأطفال وصغار السن دون 18 عاماً، ثم التدرج في المكافحة حتى يتم المنع نهائياً في مدى زمني منظور، بالتزامن مع إجراء دراسات مسحية ميدانية لمعرفة مدى التقدم في المكافحة وتحديد نسبة المدخنين للبدء في معالجتهم فوراً وتخليصهم من سموم هذه الآفة الفتاكة بشكل كامل، والله من وراء القصد.
بواسطة : صدى تبوك
 0  0