×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور مسعد العطوي

يا معالي الوزير ضرورة الدراسات العليا: ولكن
الدكتور مسعد العطوي

يجب أن تكون الجامعات في بلادنا حاضنة للدراسات العليا لأن المتفوقين يسعون لها سعيا حثيثا ويبذلون المال والجهد، ويمضون الأوقات ذهابا وإيابا، ويتعرضون للإحراج وتارة يتعرضون للإهمال في الأشراف والمتابعة وحتى يكون الصقل جيدا هنا وهناك، فإن الذي يتجاوز الدراسات العليا يجب أن يكون قادرا على المشاركة بالندوات والملتقيات والكتابة الصحفية ومعالجة القضايا في الاختصاص إلي جانب الإبداع بالاختصاص وإلي جانب حب المشاركة في طرح القضايا العلمية والثقافية والاجتماعية وأنا مع الشروط العلمية الواقعية والثقافية وتقديم صاحب المؤلفات والكاتب وحضور الندوات هذه كلها مؤهلات للالتحاق بالجامعات، فيجب أن تعد الجامعات شروطا مسبقة للالتحاق بالدراسات العليا ولهذه المشاركات.

أماّ المتخرج المنزوي فهذا له شأن آخر، من هذا المنطلق، فإن الفيصل في الدراسات العليا هو القدرات العلمية والبحثية والمنهجية وسعة الأفق والتفاعل ولذا يجب على جامعتنا قبول من يحمل هذه المؤهلات للدراسات العليا وتكون حاضننا لما يبني عقولا مبدعة.

والجامعات تضع شروطها العلمية والمنهجية والقدرات ويكفي ذلك فإن طلب موافقة المراجع أمر لا ثمرة له، فإن الطالب هو المسئول عن وقته وتنظيمه وقدرته على التحصيل العلمي مع وظيفته فإن الأمر يعود له ذاته ولا شأن لمرجعه فالمرجع يحاسبه على العطاء ولا ضير في ذلك والجامعات تحاسبه على التحصيل العلمي بكل قوة ونزاهة فإذا جمع المبدعون والمبدعات بين هذه وهذه فلا حجاب دون الدراسات العليا وهناك الذين لم يلتحقوا بوظائف ويجب استقطابهم لأن الموظفين المبدعين والبنات المبدعات يصعب عليهم السفر للخارج، وعندهن الطموح والقدرات فيجب أن تتاح الفرص لمن عنده الرغبة والطموح.

وأمر جدير بالأهمية هو التمحيص الذي يقوم على معرفة القدرات والمعلومات بعدل وحق وأنصاف وكذلك ضرورة اختيار الأساتذة الذين عندهم قدرات، وقد ترقوا في درجات الأعضاء، فلا يدرس الذين لم ينل أستاذاً مشاركا كما هو الشرط في جامعتنا الكبرى وكذلك يجب أن تكون الرسائل الجامعية قوية كالرسائل القديمة التي صقلت العلماء في الشريعة والنقاد ورواد النهضة في بلادنا والبلاد العربية إن البحوث التكميلية لا تغنى ولا تسمن من جوع وإنما هي ظلم للطالب أولا فيخرج ضعيفا لم يتضلع في البحث وهم يحتجون بقلة الأعضاء وهذه ربما يؤجل تسجيل الرسالة سنة أو سنتين وربما الاستعانة بأعضاء تدريس من الجامعات الوطنية الأخرى كما فعلت رئاسة الكليات للبنات فأنتجت عضوات لهن مكانتهن العلمية وتواجدهن على المشهد الثقافي والملتقيات والمؤتمرات والندوات، وقد نشرن أبحاثهن فهي مراجع في الاختصاص وكان للأقسام شروط إن يكون المشرف من السعوديين لأنه أقرب لمعرفة الأجواء ولأنهم يحزمون أكثر، وحتى لا يتشعب الطلاب بعد انتهاء مدة الأساتذة الآخرين ومن هذه الشروط البحث عن الأساتذة في الجامعات الأخرى أشرافا ومناقشة وهذا يشجع هيئة التدريس الوطنية ويدفع بهم إلي التطور العلمي ومتابعة الجديد، وقد عجبت لبعض الجامعات التي لم تدع أعضاء هيئة التدريس الذين لهم تجارب للإشراف والاستشارة بل حتى المناقشة مما أفقد التنويع في الأبحاث وقوة المناهج والجدل والحوار ولكي يتم التمحيص والدقة يجب أن تكون في كل جامعة لجنة عليا وكذلك تفعيل عمادة الدراسات العليا وفيها لجان للبحث العلمي للدراسات وكذلك تفعيل للإشراف والمراقبة لوكالة البحث العلمي ولمجلس الكلية دوره الكبير قبل كل هذا ويجب أن يكون الأشراف والمناقشة خاضع للجان العليا.

أما موعد الدراسة، فإنه مساءً، وقد مررنا بتجربة في جامعة الأمام فقد رأت الأقسام أن التدريس صباحا، أمّا قسم الآداب فرأى الدراسة مسائية فتحول الطلاب إلي قسم الأدب مما أجبر الأقسام الأخرى إلي الدراسة المسائية ونجحت في ذلك جامعة الأمام وسائر الجامعات الكبرى.

إن الدراسات العليا تخرج منها كبار العلماء وكبار المفكرين والمثقفين والنقاد في بلادنا بل كثير منهم كانت له الصدارة في الجدل الوطني وبعضهم تولى مناصب عليا، فاثبتوا قدراتهم مع كون دراستهم أثناء تأديتهم العمل خارج الجامعات، ثم التحقوا بالجامعات وربما درسوا الدراسات العليا انتسابا، ولكن الشروط العلمية والبحثية والحزم فيها كان سائدا أما حجب الدراسة العليا الموازية فإنه له مضار ولو أحيل طلبة الموازى وطالبته إلى الدراسة الانتظامية لكان خيرا لهم وللوطن، والدولة قادرة على تعليمهم بلا مبالغ.
افتحوا باب القبول واعملوا بأسباب البحث العلمي والتحصيل وراقبوا واشرطوا المشاركة الثقافية العلمية، وقد سمعت بحجب المتوازي، ولهم شهادة عندي أن أكثرهم قادر على البحث والتمحيص، فافتحوا لهم الطريق......
بواسطة : الدكتور مسعد العطوي
 4  0