×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

90% من الممرضات .. احلف طيب !

تعودنا إذا اختلق أحد شيئا ضدنا أن نبادره بقولنا ( احلف ) والحقيقة أننا ورغم قولنا له ( احلف ) لن نصدقه ، لأن الحلف لا يجعل الباطل حقاً ، ولا يجعل الزائف صدقا !

كتبت مقالا عن واقع المستشفيات نشر هنا وقرأتموه ، وقام كاتب بالرد على المقال بما يراه وبحسب وجهة نظره ! لكني وقبل أن أكشف عن الكم الهائل من المغالطات الواضحة للكاتب ؛ أحب أن أقول :

هناك مذهب فكري ؛ سببه نفسي ؛ بدأ ينتشر بين بعض الناس أشير إليه سريعاً ؛ إنه مذهب ( الرد للرد ) على غرار مذهب البرناسية ( الفن للفن )
فتجد أن بعضهم يرد على المقالات أو يعترض على الأقوال لشيء واحد ( الرد للرد ) لا يردُّ لتفنيد فكرة أو انتقاد رأي بشكل منطقي وأمانة علمية ، بل يرد فقط ( ليسجل له أنه رد ) فالرد لديهم ( غاية ) لا وسيلة للإصلاح والرقي وتلاقح الافكار ومحاورة الآراء ، فبمجرد أنه يرد فقط ؛ تتحصل له غايته ، من أجل هذا " يستحل كل شيء " في سبيل تحقيق رده !
وهذا الأسلوب طالما أوقع صاحبه في مزالق كثيرة ، لأن الكاتب الذي ينهج هذا النهج ( الرد للرد ) تجده مندفعاً في ردوده ، يقرأ المقال بسرعة هائلة دونما تأمل أو تأنٍّ فيأخذ الكلام على عواهنه ، ويذهب ليقوّل كاتب المقال مالم يقله ، ويقلب الحقائق الواضحة للعيان ، فقط ليخرج لنا ( رداً ) مخالفاً للكاتب . لأن الهدف ( هو الرد فقط ) .

أما أنا فأنصف الكاتب وأحترم قرائي ؛ من وافقني منهم ومن خالفني فلن أزور الحقائق ، لذا استعرضوا المقالين وهلموا نضيع وقتنا قليلاً في الرد :

قال " فعندما تقرأ لكاتب ما مقالا يصف فيه تسعين بالمائة من موظفي المستشفيات من الممرضات، والطبيبات، والأطباء بأنهم خارج سياق الحشمة والدين، وأنهم يهتكون أعراض الناس "

وقال ايضاً " فهل ما نسبته أكثر من تسعين في المائة من موظفات وممرضات، وطبيبات، وأطباء مستشفياتنا الحكومية، والمستوصفات الأهلية يعانون من أزمة أخلاقية "

وأضاف " وأنا لا أعرف على أي أساس يمكن أن يُبنى ذلك المقال بهذه النسبة المخيفة، والمرعبة التي تعادل أكثر من 90%؟ "

وطالب " أن ينشر صاحب ذلك المقال تلك الدراسة التي من خلالها كتب نسبته المرعبة في عدم الاحتشام، وهتك الأعراض، والبعد عن النظام بما يوازي أكثر من 90% "

واستنكر " أن نأتي بكل برود ونكتب مقالا في صحيفة ما بأن هنالك ما نسبته أكثر من 90% من موظفات وموظفي المستشفيات الحكومية، والمستشفيات الأهلية يعانون من أزمة أخلاق، وفتنة، وحشمة، وهتك لأعراض الناس، وبُعدا عن النظام "

طبعاً المقال عماده بحسب عنونته وما نقلته عنه ؛ ( استنكار نسبة 90% من الممرضات ) لكن الحقيقة أن الكاتب أتى بهذه النسبة من تلقاء نفسه ، وصحف الكلام ، وغشى الحقيقة المذكورة ، بكلام مدلس واضح تدليسه لمن قرأ مقالي !
فمقالي ليس موجهاً للمرضات ولم يكن نقداً لهن فقط ولا لا شخاصهن و ذكري للنسبة في مقالي كان لما نقدته من ظواهر في المستشفيات والتي تتمثل في التالي :
تولي سحب الدم لتحليل الزواج في مستشفىى الملك خالد طاقم نسائي فقط ، ولم أتعرض للممرضات بالحديث عن أخلاقهن بل نقلت الأمر ( كما هو موجود حقيقة في مستشفى الملك خالد الى ساعة كتابة هذه الأحرف )

التهاون في لباس بعض الممرضات ( وهذا لا يحتاج إلا أن تذهب إلى المستشفيات أو المتسوصفات فقط للتأكد منه ) لكني لم أحدد نسبة كما ذكر الكاتب !

ثم استنكرت عدم توفير طبيبات للنساء في العيادات لخارجية وأقسام التوليد ( فأين كلامي أنهم يعانون من أزمة أخلاقية ) !

ونقدت ( اكراه) الفتاة على الجلوس مع رجل أجنبي عنها في مكتب واحد ( قلت تكره الفتاة ، لكن الكاتب لأنه يقرأ بسرعة 80 كلمة في الدقيقة لم يستوعب )

ورفضت هتك العورات من قبل الأطباء لاسيما عند الولادة !

وختمت بأن نسبة صحة ما عرضته من سلبيات لا تقل عن التسعين

إذن أين : قولي أن 90% من الممرضات والأطباء يعانون من أزمة أخلاقية وبعيدون عن الحشمة ؟

هل قرأ أحد منكم أنني قلت أن نسبة 1% من الممرضات يتعمدن الجلوس مع الرجال الأجانب ؟

هل قرأتم أني قلت أن الممرضة التي تسحب الدم مثلاً تأتي للمريض وتداعبه وتحاول إيقاعه في علاقة مثلاً !

أم أنني قلت ( تُكره على الجلوس ) راجعوا كلامي ، وليراجعه الكاتب المندفع بلا تبصر !

لقد وجهت نقدي للشؤون الصحية في تبوك ، وإن كان الحديث عاما لكل مناطقنا ، أن تراعي طبيعة المرأة وتحترم مشاعرها ممرضة أو مريضة ! فهي التي توجه بهذه التقسيمات وهي التي تتهاون في متابعة ما ذكرت من مخالفات !

وكلامي كان لاحترامي للنساء والممرضات على وجه الخصوص ، ومطالبتي بحقوقهن ، ومراعاة مشاعرهن ، فالممرضات أنفسهن يعانين من مغبة الاختلاط ويتأذين منه بزجها في صفوف الرجال !

لذا كان ينبغي على الكاتب أن يرد بما يراه لكن دون تجنّ أو تزييف لكلام من يرد عليه ، فالصحف الإلكترونية تضمن لك الحق في المخالفة بسقف لابأس به ، لكن القرّاء لا يغفرون لكاتب أن يضحك عليهم بهذه التدليسات ، ويحاول أن يغشي ابصارهم بسفسطة لا تغني من الحق شيئا !

فهل كان الكاتب بحاجة ( لتهويل ) كلامي ولو بالافتراء علي ، أم كان مضطراً ( لتهوين ) ما ذكرته من ممارسات فأنكر وجودها!
حقيقة كنت أريد فقط أن بين الخلل فيما كتبه الأخ فيما يتعلق في مقال المستشفيات فقط ، لكني رأيت في كلامه ايضاً ما يستوجب الرد والنقاش
فهو لفّق لي تهمة التسعين % تلفيقاً ، وهو يقول أنه يحب الأرقام ، لكن في المقابل انظر إليه وهو يتهم مجتمع بشكل عام دون فيقول " فنحن مجتمع يعيش في المجمل بوجهين، "

ويقول ايضاً " فلماذا نحن مهووسون بالفضيلة في مجتمعنا، ولا نعيش ذات الهوس إذا خرجنا خارج هذا البلد؟.
"

طبعاً قالها بعدما عمم على المجتمع نظرة قد تكون خاصة به حيث قرر أننا ننكر في بلادنا شيئا لا ننكره خارج البلاد !
وفي الحقيقة ليس لدي رد على هذا الاتهام الصارخ للمجتمع بهذا الكلام الفج ، فإن كان الكاتب صاحب مبادئ إقليمية تتغير بتغيير الأقاليم فهذه حاله ليست حالة المجتمع وإن كان رأى شُذاذا من المجتمع تلبسوا بهذه الافعال فلا يجوز أن تعمم النظرة على المجتمع ولو بالإجمال .

فهوسنا بالفضيلة وما يدعيه الكاتب من ادعائنا الوصاية على الناس ماهي إلا اضطراب في تصور الأمور ، واختلاط في المفاهيم لديه ، إذ اننا مجتمع تربى على ( وتواصوا بالحق ) ونشّئ على ( الدين النصيحة ) فكان شعاره ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) فتواصينا يعني ترابطنا ، وأمرنا يعني محبتنا ، ونهينا يعني شفقتنا ، وهذه قيم المجتمعات الطاهرة ! التي استوحت قيمتها من الكتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم .

أخيراً إني أقول لكل كاتب يسود المقالات في الصحف أو على الشبكة أقول له : اعلم أن حمل القلم أمانة تؤديها بالمروءة والصدق ، وللكمة شرف لابد أن يصان، وللقرّاء عقول يجب أن تراعى ، وللحقائق الواضحة نور لا يطفئه مداد هزيل!





للتواصل مع الكاتب/ s.e.a.s.a@hotmail.com

بواسطة : صدى تبوك
 65535  0