×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور مسعد العطوي

تدمير البيئة العالمي
الدكتور مسعد العطوي

خلق الله الطبيعة وقدر أقداره على علم وخبرة وحكمة ووزع أنواعها لتتكامل في بناء الإنسان وعوامله المساعدة والأمر يتطلب عقلانية وحكمة بالغة من الإنسان بحسب قدرته العقلية والإنسانية، والتفاعل مع البيئة بلا إفراط ولا تفريط كما سنها الله في خلقه، فيظهر التكامل في كل جزئية من مخلوقاته التي لا حصر لها، فلو زاد نزول المطر لولد الفيضانات، ولو زادت العواصف والأعاصير لزاد منسوب البحر حتى يدمر كل السواحل ومدائن السواحل؛ كما قال في كتابه العزيز : " اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ المُتَعَالِ".

لكن هل نري في عالم الحضارة المتطور عالم التقنية وعالم العقل المفكر والمبدع والصانع والمتعاون والمتقارب؟! هل نري العقلية البشرية المعتدلة التي تحافظ على الأقدار والمقادير والتفاعل بوسطية أم أننا نري غياب العقلانية في كثير من التصرفات البشرية في العالم المتحضر والمتأخر معا.

ومن تلك المظاهر المدمرة للطبيعة مع ضرورتها للاعتدال وبقاء الإنسان بلا مجاعات ومخاطر منها:-
1. التدمير للهواء والأجواء وطبقاتها بانبعاث الأدخنة المدمرة، فكم أوجدت من عدم توازن الطبيعة والآثار المدمرة لجبال الثلج في القطبين والمدمرة لمكونات الطبيعة بل وصحة الإنسان، وكم كانت كلفتها لمعالجتها.

2. كم أكتسح الإنسان من غابات، فجعل الأرض الخضراء صحراء لا نبات فيها أو عمرها بنايانا، فأوجد عدم التوازن في تكاثر الإنسان وفقدان ضرورياته من النبات والمراعى والزراعة وكم غاب من القطعان الحيوانية وزاد بعضها فوق القدرة كما هو في المراعي والمزارع الآن.

3. عمليات البناء والعمران الخرساني، كيف استهلكت المياه والجهد والإنسان لعمليات لا تمت إلي التوازن في التكوين الكوني فقد افتقدنا مزارع النخيل والمراعي حول المدن وحلت المباني مكانها.

4. الإسراف وفقدان التوازن في الاستهلاك البشري للأغذية والأشربة في العالم بأسره، كم يُعد من الأطعمة، فهل يأكل الإنسان نصفها أو ربعها أم يقذف بكثير منها إلي الزبائل والقمامة بعد أعمال متعددة من الجهد في زرعها وإعدادها والعوامل المساعدة في إعدادها، إنها ظاهرة بشرية تتفاوت من مجتمع إلي مجتمع، ولكنها كانت شبه معدومة في الأزمان الغابرة.

5. تدمير البيئة بالسدود وتجفيف الأنهار وحرمان جريان الماء إلي أراض ممتدة بل حرمان باطن الأرض من جريان الماء.

6. الصناعات كم دمرت من الأرض واستخراج ما فيها، كم تركت من فجوات فارغة أخذت تظهر مشاكلها في الانهيارات العالمية التي طالت بعض المدن .

7. تدمير ما هو صالح للاستهلاك من فاكهة للإنسان, وأعلاف للحيوان بتحويلها إلي وقود للآلات ونحن نٌحذر من المجاعات، فهل راعا العالم الصانع المتحضر إنسانية الإنسان.

8. العالم المتحضر يفتك بالغابات ويدمر الثروة الحيوانية الصالحة للغذاء كمثل مطاردة الإبل بالطائرات وصرف ملايين الدولارات على التخلص منها بقتل غير إنساني مع سهولة استثمارها وحاول تكاثر الزراعة واستنزاف المياه.

9. كم يدمر الإنسان من ثروات في عادات لم تكن ضرورية، وفي موضات سريعة الاستهلاك مكلفة الثمن، وكم تكلف الأعمال الفنية والبذخ الفني فتميل بالبذل العالمي، وتميل على جانب مواطن الفقر العالمي.

10. تدمير البيئة المحلية في البلاد العربية على قلة شجرها يكون مصدره الرحلات التي تقذف بالمخلفات، وتملأ الأودية والمنخفضات ومنها التحطيب الجائر، فكم أودية أضحت صحراء جرداء لا معالم فيها للشجر، حتى السير بالعربات فإنه لم يلتزم بمسارات مخصوصة، بل يجوب الصحاري فيدمر النبات ولا سيما أشجار الربيع ، أمّا أكياس الأعلاف، فحدث ولا حرج وحفائظ الأولاد أمر يدعو إلي النفور فوق الأذى ويعطي صورة لمن يخلفه بأنه بعيد عن النظام والذوق والمحافظة على البيئة.

فلنسأل أنفسنا عن عقلانيتنا الفردية والاجتماعية والعالمية والعلمية، والقانونية؛ كيف يكون توازنها لهذا الكون، ألم يكن الإنسان يسعي جاهدا لتدمير الطبيعة وهو ضرورة للحياة الكونية.
بواسطة : الدكتور مسعد العطوي
 16  0