×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

توظيف التقنية الحديثة في تربية الناشئة !!

تراجع دور المسجد في الوقت الحاضر كأحد مرافق الحي التي كان المُعوَّل عليها في الماضي بإيصال الرسالة السامية من خلال نشر القيم الأخلاقية والمفاهيم الإسلامية الصحيحة لدى أفراد المجتمع، وأضحى الإعلام الحديث هو الذي يكتسح الساحة في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم أجمع، ولم يَعُد باستطاعة أحد أن يُغلق هذا الفضاء المفتوح والمكتظ بالغث والسمين.

لا أحد يُنكر أن لهذا الفضاء ايجابياته التي ينبغي أن تُستثمر الاستثمار الأفضل من خلال توظيف التقنية الحديثة كأحد مصادر تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تربية الأجيال التربية الصحيحة بتظافر جهود عدد من الجهات في القطاعات الحكومية للقيام بالدور المناط بها باعتبار المجتمع في سفينة واحدة ينبغي الاهتمام بها ودرء الأخطار عنها حتى لا تغرق السفينة فيغرق الجميع.

ما دعاني لطرح هذا الموضوع هو ما نعيشه في الوقت الحاضر من اتساع في شبكات التواصل الاجتماعي من خلال (الفيسبوك- الواتساب التويتر سناب شات) وغيرها من الوسائل الأخرى.

هذه الأجهزة هي التي استهلكت أوقات الشباب الذين هم عماد الأمة في ظل توفر هذه الوسائل بين أيديهم وبأسعار زهيدة وفي عالم مفتوح يموج بالفتن والاضطرابات.
إنَّ الشَّبابَ والفراغَ والجِدَه.........مَفسدةٌ للمرءِ أَيُ مَفسَدة.

وكما أفسدت القلوب من خلال النظر المُحرَّم بـ"الشهوات"، والعقول والأفهام بسماع الكلمات المسمومة بـ"الشُّبهات". فقد أفسدت أيضًا الفطرة الإنسانية والذوق السليم بالملاهي والمنكرات.
ولا تَغلُ في شَيٍء من الأمرِ واقتصِد ....... كِـــلا طَــرَفَي قَصــدِ الأُمــورِ ذَميــمُ

كل ما سبق يستدعي تضافر الجهود من خلال قيام "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" بتوظيف فريق عمل متخصص من أفراد الشباب المتمكن بالعمل على التقنية الحديثة وتقسيم العمل فيما بينهم ليتولى فريق منهم إزالة المنكرات بمحو وطمس كل مقاطع الفيديو في "اليوتيوب"، أو الصور الخادشة للحياء، أو الأفكار الهدَّامة التي توجد على هيئة نصوص، أو المواقع المشبوهة التي يمكن للشباب الدخول عليها من خلال الانترنت لحمايتهم مما يفسد قلوبهم وعقولهم، كما يمكن تعميم الفكرة وقبول من يريد الانتساب والاحتساب من أهل الفضل من شرائح المجتمع المختلفة للقيام بهذا الدور بعد تزويده بالمعرفة التقنية في هذا الجانب، وليس من المعقول ترك ما ذكرت بدعوى أن الخرق قد اتسع على الراقع، فإنَّ مالا يُدرَك كُلُّه لاَ يُترك جُلُّه.

وأما الفريق الثاني فتكون مهمته نشر وتعميم الفكر السليم والتوجيهات التربوية المنضبطة بضوابط الشرع، علاوةً على ما هو قائم حاليًا من جهود تُذكر وتُشكر من المحتسبين، ويمكن أن تقوم رعاية الشباب أو وزارة الإعلام أو التعليم بدور رائد في استقطاب فئات الشباب الذين لديهم ميول واهتمامات في جانب "الكوميديا والتمثيل" أو حباهم الله بحسن الصوت أو لديهم موهبة شعرية، والعمل معهم على إنتاج برمجيات تعليمية وتثقيفية هادفة ونشرها عبر الوسائط المتعددة على شكل مقاطع فيديو أو رسائل صوتية على الجوالات بالتعاون مع وزارة الاتصالات.

أما أهل الدعوة والارشاد فأقول لهم ليست المساجد في الوقت الحاضر هي المكان الأنسب للوعظ والارشاد!.
إنَّ من يرتاد المساجد لحضور الصلاة في الجمعة والجماعة هم من الأخيار الأبرار الذين يحتاجون منكم الدعاء بظهر الغيب بالثبات على الدين؛ وأما من يحتاج إلى التذكير والتوجيه والنصح والارشاد فيمكن غشيان منتدياتهم في الأسواق والطرقات ومقاهي الانترنت، فهم أحوج الناس للموعظة الحسنة والدعوة بالحسنى وتعديل أفكارهم وتوجهاتهم بالطريق القويم في تلك الميادين دون أن ننتظر منهم الاتيان للمساجد لحضور حلقات العلم والتعلم......والله من وراء القصد.
بواسطة : صدى تبوك
 0  0