×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
امل الحماد

الحب والوفاء
امل الحماد

امتنعت عيناي ذات ليله عن النوم ، فسهرت أتامل ملكوت الله أري النجوم تتلألأ في الأفق البعيد. وأحيانا يتخيل ألي أنها تختفي أخذتني نسائم هذا الليل الطويل، نحو ذكريات مضت وأيام سيطويها الزمن يوما ...
كان بين يداي كتاب يتحدث عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجاته ...
أجمل وأروع قصص حب يمكن للإنسان أن يقرئها..يملئها صدق لله ووفاء ومن ثما صدق ووفاء لزوجاته ..اعلم بأنه مختلف عن باقي البشر لكن الا يمكن أن نقتدي به في ذاك الحب وذاك الوفاء
وكما كان حليم ومتريث وصبور على غيرت زوجاته .. ولا ننسى قصة وفائه لسيدة خديجة حتى بعد وفاتها.

سألت نفسي أين ذاك الوفاء في هذا الزمان ؟
ما أكثر المتدينين الطائعين الخائفين من الله لكن هل يقتدون بتلك الخصال عن الرسول المصطفى مع زوجاتهم مع اخواتهم وامهاتهم ؟!
ومن نبل اخلاق رسولنا الكريم وكرم وفائه انه حتى في حجة الوداع اخر وصية كانت"اوصيكم بالنساء خير " هل يوجد بعد هذا الكرم وهذا الوفاء في هذا الزمان وفاء !
أعلم بأن رجال اليوم ليس رجال عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولا نساء اليوم
هن كذلك لكن ألم نحيا على الإسلام ألم نؤمن بأن الله لا آله الا هو وان محمد عبده
ورسوله أذن أين هي نبل الخلق في الإسلام مما نحن فيه اليوم ...
أتذكر ايام طفولتي أني رأيت وسمعت وقرأت أجمل أروع قصص حب زماننا رأيتها
في والدايا مع أنهما كانا آميين لا يعلمان من الدين سوى ما تعارفا عليه من أهل العلم وما قص عليهما يعني لم يتمعنا بالمطالعة لا في السيرة النبوية ولا في كتاب الله العزير, ولكن المحبة والوفاء كانا موجودان.
من اين لهما بذاك الحب وذاك الوفاء ...
أنه نابع من إيمانيات وصدق في العبادة لانه في نظري المؤمن الصادق أمام الله في حبه له تولد عنده ينابيع الصدق لأحبائه من البشر ....
اني اري انه ليس للعلم مقياس نهائي في هذه المسألة ربما يرفع من تلك السمات
لكن الاصل في ذاك هو الإيمان والحب الخالص لله ورسوله ينتج عنه خلق كريم .
هل نحن أوفياء ؟ مع الله أولا ومع البشر ثانيا ! ...
سؤال يطول شرحه وربما نعجز عن الإجابة عنه ؟

وأسال أيضا أسالة كثيرة لا حصر لها منها .......
أين ذاك الوفاء في هذا الزمان ؟
ربما موجود لكن بقلة وحتى تجده عليك بالإبحار في عالم الحنين لربما تجده أمامك.
ربما يصعب فهم كلامي على من لا غصات حنين له .
من خلال السيرة النبوية وإطلاعي على بعض الكتب في تفسير القران الكريم
ومواضع أخرى في مجال حياتنا التي نعيشها ....
أيقنت بأن الوفاء موجود والحب في الله أيضا موجود ولكن عند من من البشر هذا ما يصعب البحث عنه في وقتنا الحالي ...
وخير قدوتنا لنا في الحب والوفاء رسولنا الكريم ...
لقد أوفى بما عاهد الله عليه فلقد أدي الرسالة وكان محب و وفيا مع الصحابه ومع زوجاته ولم ينقض عهد عاهد الله عليه ولم ينقض حتى بيعة بايعها مع مشركين .فمحبة الله ومحبة دين الله وطاعته واجب ومن يثبت على ذلك فهو رضى من الله
وعلينا بالوفاء بأن ندعوا مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على الإيمان وينور دروبنا ويجعل ربيع قلوبنا القران الكريم ..
فأين نحن من ذاك الوفاء ولو جزء أمام الخالق ...
لما نقتدى بالرسول الكريم فيما ترضاه أنفسنا وما تعجز عليه النفس نضع له مبررات وحجج ..
هل هكذا يكون الوفاء !
لربما تكون في أسئلتي علامات تعجب !..وربما تكون بعض الإجابات موجودة لدي أحد من ملايين البشر حينها يكون ذاك الإنسان مما يحمل شعار الوفاء لديه
لكن أين هو ذاك الإنسان ؟هل علي الإبحار في عالم ملوث بالأكاذيب لكي أبحث عن ذاك الإنسان حتى أجده ؟سؤالين أختم بهما حديثي ....هل فكر كل منا بالوفاء لله بعد الممات وقبض الأرواح عند خالقها ؟وهل فكر كل منا

في الوفاء لأولئك الذين كانوا يوما معنا أوفياء حتى وأن رحلوا عنا أو طوينا صفحاتهم من حياتنا ؟؟
احب آن أجيب على السؤال الثاني لان الأول متروك لكل شخص وعمله مع الله
أما الإجابة على الثاني فلي رأي أو أجابة أو سؤال يطرح نفسه أين نبل الخلق في الإسلام ؟ أين ضاعت في زمن الزيف والخداع ...زمن يلعب فيه الإنسان دور إبليس والعياذ بالله ..أقول علينا بمراجعة تاريخ وسيرة نبينا ونعيشها بلحظاتها لكي نكون أوفياء مع الله ومع أنفسنا ومع باقي البشر. لكي نكون فعلا مسلمين بالفعل
والكلمة متصفين بنبل الخلق التي كان عليها رسولنا الكريم. ويحضرني موقف للخليفة عمر ابن الخطاب رضي عنه حين قبل الحجر الأسود في الكعبة الشريفة وقال والله لولا أن رأيت رسول الله يقبلك ما كنت قبلتك . الله اكبر لهذه الدرجة تصل محبة الصحابة لرسولنا الكريم وطاعة الله ورسوله
فما بالك بنا نحن البشر لا نقتدي بأبسط خلق في رسول الله وهو الصدق. الحديث في هذا الموضوع يطول ولا ينتهي.
واختم كلامي بحديث لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه في هذا الحديث دلائل
على الوفاء لله أختم به قولي قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات هن إلى أحب من الدنيا وما فيها قال لي : يا أباذر :
* أحكم السفينة فإن البحر عميق واستكثر الزاد فإن السفر طويل وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود وأخلص العمل فإن الناقد بصير *
رواه الأمام المقدسي ..
بواسطة : امل الحماد
 28  0