×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مها الغنيم

يا "سويلم".. خف علي!
مها الغنيم

حتى لانصبح ضحايا تحرش , دعوني أسرد لكم قصتي مع سويلم:

في بداية عملي التجاري ومنذ مايقارب العشرة أعوام مضت، شاءت الأقدار أن يكون سائقي الخاص "العم سويلم" في نهاية العقد الرابع من العمر حيث يكتمل العقل كما يقال ؛ فهذا العمر في الغالب قد تخطى صاحبه مرحلة المراهقة ووصل إلى سن النضج.

كان شاربه الذي يقف عليه "الصقر" يدب الرعب في قلب من يحاول حتى التحرش لفظيا في زبائن العم سويلم وأنا منهم , كان اعتمادي عليه يتخطى المشاوير إلى إنهاء بعض الأعمال الخاصة بي في الدوائر الحكومية، حتى أصبح ملما بكل أنشطتي التجارية والعقارية ، حينها وجدت العم سويلم قد تغير مظهره تدريجيا ورائحة حطب السمر تبدلت برائحة عطر "أبو طير" وشاربه المبروم أصبح خيطي ، وكنت اعزي ذلك إلى رغبة العم سويلم أن يتأنق بعد أن وجد دخلا إضافيا من توصيل المشاوير بالإضافة إلى عمله الأساسي.

وفي يوم غابر سرد لي العم سويلم وهو بنسخته الجديدة "بدون شنب" بعضا من بطولاته ومغامراته في تخليص معاملاتي وكنت حريصة دائما على إنهاء هذا النوع من الحوار بالدعاء له بالتوفيق مع الوعد بزيادة مخصصه الشهري نظير هذا الجهد، ولكن هذه المرة زاد سقف البطولات حتى شعرت معها أنني في مواجهة "سويلمزان" ؛ وأخذ يبتعد في مغامراته إلى كونه معشوق النساء وحلم كل فتاة .. هنا كان لابد أن أضع حدا لتجاوزه فقلت له: "دع عنك كل النساء فلست معنية بهذا الأمر وحاول أن يبقى حديثك معي مختصرا"

كانت عبارتي صادمة للعم سويلم الذي لم يستمر معي بعدها لأكثر من ربع ساعة بعد أن شعر بالخجل من تصرفه الذي لايتناسب وسن النضج الذي هو فيه ، وأعتقد أن هذا النوع من الرجال لايعجب كثير من السيدات في تطفله على الحياة الخاصة بهن !

أشباه سويلم تجدهم في كل مكان "اللقاءات الأدبية، التجارية، الواتس أب، الأسواق" هم أولئك الذين ينسفون التقدير لهم باعتقاد أنه الرجل الأوحد، ومعشوق النساء .. وأن التعامل مع شخوصهم المتضخمة بالأنا ضريبتها التحرش حتى وإن كان لفظيا وفي داخلهم يتنامى اعتقاد أن كل أنثى تحبه وأن النساء حين يتعاملن معه إنما يتعاملن مع "حلم كل أنثى".

ياسيدي حين تكون مبدعاً في أمر ربما _وأقول ربما _ يكون الإعجاب بنتاجك الأدبي أو جهدك في أي أمر ؛ ولكن ثق أن هذا الإعجاب لايعطيك حق أن تقحمني في خصوصياتك أو ترد حياض خصوصياتي إلا بموافقتي.

"مها الغنيم"
بواسطة : مها الغنيم
 16  0