×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي

التحالف الإسلامي والأمل المنشود
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي




في عالم مليء بالمفاجآت والأحداث المتسارعة تكثر الإجتهادات والرؤى في قراءة مايحدث في منطقتنا العربية ، وطريقة التعاطي معه وكل ذلك ينبع من حرص أكيد على توخي الموضوعية والمصالح العليا للأوطان ، لأن تأمل الآبعاد الحقيقية يوصلنا إلى أن مايجري في منطقتنا العربية يصب في مصلحة القوى المعادية للعرب والمسلمين وفي مقدمة هذه القوى الغربية وروسيا ، وقد انتقلوا من خلق حالة الفرقة والشقاق بين الآمة العربية الواحدة إلى خلق حالة من الفرقة والتناحر بين مواطني الدولة الواحدة ( العراق ـ سوريا ـ ليبيا ـ اليمن ) وسوف يؤدي ذلك إلى تحقيق أهداف هذه الدول في إشعال محرقة تهلك الحرث والنسل ويكون العرب وقود لهيبها القاتل وتتحول الأوطان إلى كيانات طائفية هزيلة.

إن قراءة بانورامية الأحداث خلال السنوات الثلاث الماضية تشير إلى تبدل اللعبة وكثيرا من مكوناتها ، فالدول الكبرى تشكل مركز الثقل والتأثير في الحسابات السياسية في المنطقة وقد زادت تأثيرها بخلق تحولات في المنطقة لاسيما عندما جعلت المنطقة مسرحا للإرهاب وأصبح التنافس على محاربة الإرهاب مناخا جديدا لهذه الدول.

وقد فطنت المملكة لهذا الخطر الداهم المقنع (بالإرهاب ) فاطلق الملك سلمان التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والذي استجابت له قرابة (34) دولة ، إن ثقة الملك سلمان بتحقيق التحالف الإسلامي وسط هذا الجو المشحون بكثير من العوائق التاريخية والدولية المراوغة ، يعتبر وثبة فكرية هائلة لا يقوم بمثلها سوى الأفذاذ من الرجال أمثال الملك سلمان ، وهو القائد الحازم كأشد مايكون الحزم ، يعيش لآمته العربية والإسلامية ويتابع أحداثها خطوة خطوة .

إن الشخصية المعنوية القيادية لهذا التحالف قد تعهدت به المملكة ، وهي التي تشكلت على مرتكزات الدولة المدنية ، وقدمت للعالم نموذج التلاحم الوطني الملتف حول مؤسسات الدولة ، ورفضت العصبيات شكلا ومضمونا ، هي المملكة التي بادرت إلي اتحاد إسلامي في موقف يعكس وعي أبناء الآمتيين العربية والإسلامية واحساسهم بخطورة الوضع ، وهذا الوعي سيظل ضمان ازدهار المسلمين ، ويجعلهم حصنا منيعا ينهض بكل أقتدار ليقضي على مناخات الإرهاب في مهدها حاضرا ومستقبلا .

لقد كان لجهود الملك سلمان بإيجاد التحالف العربي ومن ثم إيجاد التحالف الإسلامي الآثر الإيجابي في الساحة الإسلامية ، وسلبيا على التكتل الدولي الذي غزى المنطقة ولا غرابة في ذلك حيث الأعمال الجليلة لاينهض بها سوى القادة المتميزين ذو الرؤيا الفاحصة والعزيمة الجريئة والرأي المستقل .

ولابد للتحالف الإسلامي من استراتيجية تعبر عن إرادة سياسية فاعلة تفرض نفسها على المجتمع الدولي ، الذي يبدو أنه لايصغي إلا إلى لغة القوة مع ضرورة إشعاره بالابتعادعن الإستفزاز في ظل معاناة منطقة تضم مئات الملايين من البشر لم تعرف الإستقرار منذ عقود ، ودفعت من دماء أبنائها الكثير ، واستنزفت ثرواتها في صراعات مختلفة .

من هنا تأتي أهمية التحالف الإسلامي الذي يجب أن تقوم مؤسساته الإعلامية ،والدينية ، والتربوية بإستراتيجية واضحة ومحددة لمواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب ، والإنطلاق بخطوات حثيثة لتبني خطاب اسلامي موحد يركز على القواسم الخلقيه والدينية المشتركة بين آبناء الأمة الإسلامية ، ويكرس غرس قيم المحبة والإخاء والوئام بينهم متصديا لتلك الدعوات الظلامية المتناقضة مع تركيبنا العاطفي المنفتح على التسامح والإنسانية ، والرافض لمناخ الشحن العاطفي الهدام الذي لايحمل معولة إلا ليهدم ما نجح الإسلام في تشييده من بناء متماسك عبر تاريخه الطويل ، والذي ظل مثار إعجاب وتقدير الآخرين بما حواه من صفات مشرقة .

وإذا روجعت منجزات الجنس البشري في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرون فسوف يبرز التحالف الإسلامي كحدث مهم تكون له الصدارة في سلم الانجازات الإنسانية الكبري ، لأنه كان الاضخم من حيث صعوبة جمع القوميات ، ومحو العداوات ، وسرعة القرار ودفع الخطوات لإتمام التحالف سياسيا وعسكريا بعقل وبصيرة وبنضج ،وهكذايكون الانجاز مدهش بكل المعايير الإنسانية حيث التغلب على الحواجز النفسية ذات العمق التاريخي يقترب من درجة المحال في أغلب بقاع الأرض .







ياخادم الحرمين إن أبناء هذا الوطن يولونكم الحب قلبا ولسانا ، ويثمنون عزمكم وحزمكم في الدفاع عن الإسلام ومقدساته ، فهم يحبونكم بجد، ويعتزون بكم بصدق، ويساندونكم بإخلاص ، ويمدونكم بكل ما لديهم من قوة ، وهم واثقون بأنكم أعلم بأعداء الإسلام الذين يحاولون تدمير الإسلام والمسلمين ، مما يفرض على جميع القادة التحالف والتكاتف ، وإلا فسيعينون العدو المتحفز للإنقضاض عليهم من حيث لايشعرون .





عضو مجلس المنطقة

اللواء المتقاعد

عبدالله بن كريم بن عطية
بواسطة : عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي
 3  0