×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

أزمة ثقافة أم أزمة مثقف ؟
نورة الرواضين




الحديث عن الثقافة ذو شجون ويثير فضول كل المهتمين بالشأن الثقافي ، ليقينهم بأهميته وضرورته الملحة , وبعيدا عن معنى الثقافة الواسع والذي قد يتشعب بنا في متاهات تذهب بالموضوع في اتجاه مختلف عما أريد له ,
يهدف هذا المقال إلى التركيز على المنتج الثقافي وأثره في تشكيل الحياة والوعي بالقضايا الفكرية ، والدفع بعجلة التطور إلى الحد الأقصى ، فبالرغم مما تزخر به هذه البلاد الطيبة من كل مقومات الثقافة إلا أن المتتبع للحراك الثقافي يصاب بالحيرة والإرباك جراء الانحسار الثقافي وضعف فاعليته في قيادة الرأي العام واذكاء روح المنافسة والابداع والتجديد والبذل الذي تملية حتمية التطور وضرورة الالتحام بمتطلبات التقدم الذي يتسم بدوره بالسرعة والاندفاع غير المسبوق ! وفي هذه العجالة لا أريد البحث في اسباب التخلف الثقافي - ان جازت التسمية - الذي نعيشه والتي تحتاج الى بحث جاد ورصين لا تكفيه هذه المساحة للوقوف على النشأة والجذور التاريخية وانما تسليط الضوء على الإشكال الذي أعتقد انه سبب مباشر في الركود الثقافي بالرغم من غزارة الانتاج الادبي الذي ترعاه الأندية الأدبية وتتم طباعته كل سنه بلا مردود ملموس وفاعل في الحياة العامة ولعل أهم الاسباب يمكن حصرها في ثلاثة عوامل رئيسية :
1- انفصال الحراك الثقافي عن الواقع الذي شكل فجوة من شأنها إدراج أغلب المنتج تحت باب التنظير وهذا يعد من أخطر الاسباب لأن الاصل في الثقافة ملامسة هموم الناس والشأن المحلي ومحاولة اصلاح الخلل الناتج كواجب تحتمه طبيعة الثقافة .
2- سيطرة الماضي بكل حمولاته المعرفية والدينية والاجتماعية على الحاضر مما اعاق عملية التجديد والخلق والابتكار وكأنه يمارس دور الرقيب اضافة الى الرقباء الذين كبلوا الحراك الثقافي الحر .
3- غياب الاهداف الكبرى والتركيز على الفروع بدل الاصول مما تسبب في ضياع الجهود وهدر الطاقات والامكانيات .
ونخلص مما سبق الى أننا نعاني من ازمة حقيقة يشترك فيها المجتمع باندفاعه خلف الشهوات واللذائذ الآنية والميل الى الدعة والكسل والمثقف الذي تخلى عن واجبه وأسهم بطريقة أو أخرى في تضليل المجتمع ، ومالم يكن هناك اجراءات جادة للإصلاح فالنتائج وخيمة على المدى القريب والبعيد وينبغي على المثقف حمل الرسالة وأداء دوره التنويري المناط به والا يكون خانعا أو تابعا للقوى المحلية او الخارجية .


صالح محمد فيضي الغامدي

بواسطة : نورة الرواضين
 2  0