×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

التثبت من الخبر
نورة الرواضين

إن من الآداب الإسلاميه في التعامل مع الأحداث اليوميه وجوب التبين والتثبت مما يبلغ الإنسان من الأخبار والأقوال، فقد جرى كثير من الناس على المبادرة إلى تصديق كل خبر والتسرع في التصرف وفقاً لكل نبأ، دون البحث في مصدره، أو التحقق من ثبوته أو التفكير في مضمونه خاصه اذا كان الشخص الناقل أو المنقول اليه النبأ مؤتمن على كل كلمه يكتبها وينشرها سواء في صحيفه يوميه أو احدى أدوات وسائل التواصل الأجتماعي.

لذلك يقع الكثير من الناس في كثير من الظلم مما يسبب لهم كثيراً من الحرج والندم حين يتيقنون أن الخبر مزيد فيه ومبالغ، أو ملفق ومزوَّر، أو مغيَّر ومبدَّل، فيندمون حيث لا ينفع الندم، ويعتذرون حين لا يجدي الاعتذار، إذ يكونوا قد وقعوا وأوقعوا الآخرين في مآسي يبقى أثرها زمناً طويلاً ، لذلك إن عدم التثبت يجعل الإنسان يقع في سوء الظن والاتهام دون دليل ولا تبين وهذا منزلق خطير خاصه اذا كان المنقول عنه ممن ظاهرهم الخير والصلاح ، قال القرطبي عن أكثر العلماء: أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز.

و مما قرأت في كثير من المصادر أن هناك عده طرق تؤدي الى التبين والتثبت من الأخبار قبل الحكم عليها أوجز لكم منها التالي:
1. ان تقف على الأمر بنفسك: وهو من أولى ما يجب ان يسلكه الأنسان ومن أعظم الوسائل والأساليب وبذلك لا تعتمد على الاخرين في نقل الامر سواء كان حديثا او خبرا او رأيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع (رواه مسلم).
2. الأخذ من الثقات: لأن الأنسان قد لا يستطيع التثبت من كل شيء بنفسه أو قد يسمع عن أخبار بعيده لا يتمكن من الوقوف عليها فعندئذ يستطيع أن يعتمد على الرواة الثقات.
3. عدم الخوض في الأمر مالم يتبين لك شيء في شأنه: أي يتوقف حتى يستبين له الأمر فاذا كان شرا فعليك أن تنكره اذا كان يتعلق بأخيك المسلم حتى يثبت خلاف ذلك. قال أبو إسحاق القيرواني: (قال بعض الحكماء: إياك والعجلة، فإنّ العرب كانت تكنّيها أمّ الندامة؛ لأنّ صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكّر، ويقطع قبل أن يقدّر، ويحمد قبل أن يجرّب، ويذمّ قبل أن يخبر، ولن يصحب هذه الصفة أحد إلّا صحب الندامة واعتزل السلامة).
هذا وصلى الله وسلم على خير الخلق وسيد المرسلين.

الدكتور عيد سالم العطوي
بواسطة : نورة الرواضين
 2  0