×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

من لهؤلاء الشباب؟!
طلال مجرشي

ما من شك أن مجتمع شاب كالمجتمع السعودي تغلب فيه نسبة الشباب وتصل إلى قرابة (70بالمئه) فمن الطبيعي أن تكون فيه طاقات ومواهب يجب استغلالها والتنقيب عنها دون إنتظار.

وجمعية الثقافه والفنون التابعه لوزارة الثقافه والإعلام والرئاسه العامه لرعاية الشباب ووزارة التعليم تعتبر جهاة رسميه تمثل الدوله وتقع على عاتقها مهام وأدوار في إحتواء طاقات ومهارات الشباب ووضعها في المسار الصحيح والآئق بها ، ووضعت لها ميزانيات مجزية لتستطيع القيام بواجباتها تجاه الوطن والمواطن.

ولئن كثير من الشباب الذين تمتلئ بهم الأسواق والأرصفه والأماكن العامه يتسكعون تارة ويتحرشون تارة اخرى ، لديهم من المهارات في كثير من الفنون والهوايات وكثير منها ابداعيه ، سواء الرسم أو النحت أو الغناء أو في التقنية ، فقد تسمع صوتا شجيا أو ترى رسمة في جدران المباني من حولك غايه في الجمال ، أو قد ترى شخص بارع في التعامل مع التكنولوجيا (كالهكر ) مثلا وغيرهم ، وأيضاً على مستوى الهوايات والمغامرات فلا تضمن وأنت في إحدى الطرق العامه من أن يباغتك أحدهم من المتهورين الذين يقودون مركباتهم بسرعات جنونيه ويتمايلون يمنة ويسرة بين المركبات ، وهواة التفحيط و(الترفيع) بالدراجات الناريه ، كل هاؤلاء الشباب لديهم مهارات إبداعية لو تم إحتوائهم من الرئاسه أو وزارة التعليم او جمعية الثقافة والفنون لأستفاد منهم المجتمع والدوله وأفادو هم أنفسهم أين الأماكن المخصصه لممارسة الهوايات والإبداعات وأين البرامج والخطط والمهرجانات لإنتشال هؤلاء الشباب والشابات من الأسواق والشوارع واستغلال امكاناتهم وطاقاتهم فيما يعود عليهم بالفائده.

هل تعلم عزيزي القارئ أن (بعض) لاعبي المصارعه الحره يتم استجلابهم من السجون ومن أيدي عصابات السطو والمافيا ويعملون على تثقيفهم وإحتوائهم وتحويل هذه الصفات العدائيه إلى لعبه وقوانين يستطيع من خلالها ممارسة هواية (اللكم) و(الرفس) و (التبقيس) في إطار تنظيمي وقانوني وفي محافل دوليه ترفع فيها أعلام الدول المشاركه.

وقِس عليها كل الممارسات الخطيره والمتهوره؛ فمثلا لو تم إحتواء هذا المفحط الجاهل بعد أن يتم تطبيق القانون عليه ثم يغسل (دماغه) غسلا إيجابيا ويعطى دورات مكثفه في فنون الراليات والسباقات وتهيئ لهم البيئات المناسبه لأصبح لدينا (شوماخر)السعوديه للراليات بدل مطاردتهم أمنيا في الطرق والشوارع بدون أي فائده تذكر.

هذه الجمعيه (الغلبانه) والرئاسة العامه لرعاية الشباب ووزارتي الإعلام و التعليم وكل المؤسسات المعنيه بالمواهب والشباب لو قامت بالدور المناط بها في تثقيف واحتواء الشباب لأصبح هاؤلاء (الدرباويه) نجوم لامعه استفاد منهم مجتمعهم وحولو هذا الجنون السلوكي إلى رياضه تحكمها قوانين وشروط دوليه ، كم من طاقات تهدر وهوايات حبيسة أصحابها تنتظر من يفتش عنها ويزيل من عليها غبار الجهل والتخلف ويضعها في المسار الصحيح لتكون لبنة من لبنات التنمية البشرية للمجتمع السعودي.

ولله الحمد فقد تضمنت الرؤية المستقبلية للمملكه 2030 هذا الجانب المهم في التركيز على زيادة إنفاق المواطن على الثقافة والترفيه داخل الوطن وزيادة نسبة الإستثمار الأجنبي وهذا سيتيح الفرصه للشركات المعنية بالترفيه واستغلال المواهب للإستفادة من هذه البيئة الجاذبه.

من لهؤلاء الشباب في تثقيفهم و إحتوائهم بدل تركهم فريسة لأهوائهم ورغباتهم المتهوره أو فريسة لخفافيش الضلام في المواقع المشبوهه لتجنيدهم ضد أوطانهم ، لماذا أصبح هؤلاء الشباب لا يجدون متنفسا يمارسون فيه هواياتهم (الجريئة) غير الطرقات والأماكن العامه ؟ أن أحد أسباب تطور الدول الغربيه هو اهتمامهم بالهوايات والمهارات وتنميتها وتحويلها إلى مناسبات وبطولات ضمن العاب مختلفه تحكمها أنظمه وقوانين تساهم في رفع أسهم دولهم في المحافل الدولية وأصبحو بذالك قد استثمرو هذه السلوكيات السلبيه وتوجيهها التوجيه الأمثل وتحويل أصحابها إلى نجوم يمثلون أوطانهم في المشاركات العالمية.
بواسطة : طلال مجرشي
 0  0