×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

التجمهر يضيع الدقائق الذهبية
نواف شليويح العنزي

توقفوا عن السير في وجهتهم واهتموا بما وقع في الطرق من حوادث أمامهم ؛ وهم بتوقفهم لا يستطيعون أن يقوموا بأي عملية إنقاذ ومساعدة تذكر لمن يحتاجها ، فيتجمهرون حول الحوادث بتنوعها سواء حوادث الطرق أو الحرائق أو الحوادث الجنائية ، ليس لهم دور يذكر أبدا فقط مجرد قضاء وقت بمشاهدة أحداث مؤسفة ، وتوثيقها بالتصوير لنقلها لأشخاص غيرهم عبر مجموعات التواصل الاجتماعي وإثارة إشاعات مغرضة حول ما يتم تصويره منتهكين خصوصية بعض من تعرضوا للحوادث ، وأثناء تجمعهم يتسببون في إعاقة السير وانسيابية حركة المرور والمركبات المتخصصة بمباشرة الحوادث ، وكل متجمهر يحرص على أن يدلي بدلوه في شرح طريقة وقوع الحادث للآخرين، ويفسر ويحلل لكل سائل يمر به ما حدث أمامه وما شاهده من واقع لم يره الآخرين ، وينصب ذاته وكالة أنباء غير معلنة ومع استمراره بتحليله غير الشيق للحادث يزداد تجمع المارة بمنطقة الحادث ؛ فيحدث تكدس للبشر والمركبات مما يثير انتباه أعداد أخرى من المارة ويمنع مرور الكثير من مسخدمي الطريق لفترات زمنية طويلة ؛ ومع هذا كله يحرص ويصر الكثير من المتواجدين على البقاء حول منطقة الحادث بالرغم من سماع تنبيهات مركبات الإنقاذ بضرورة الابتعاد عن الحادث ، وترك المجال مسموحا للمتخصصين لمباشرة الحادث وإنقاذ الحالات الحرجة والتي قد تمر بفترة الدقائق الذهبية لما بعد الإصابات الحرجة ، وبعد وصول الفرق الطبية والإسعافية وغيرهم ،والقيام بأعمالهم بحسب متطلبات كل حادث وحالة ؛ تجد هذه الفرق معاناة أخرى في كيفية الخروج من موقع الحادث بسبب تجمهر الأعداد الغفيرة ، وما بين الحوادث وتنوعها وارتفاع معدلاتها المقلق وظاهرة التجمهر ؛ يبقى القانون بمواده المؤثرة وتطبيقها بكل حزم غائب عن المشهد المؤلم ، فمتى يحضر بهيبته ليمنع كل من يتجمهر لمجرد المشاهدة ويعيق إنقاذ الأنفس البشرية البريئة.

رؤية الوطن ٢٠٣٠ (( بالعلم وبالقانون المؤثر ثم بتكاتف أبناء الوطن الأوفياء تتحقق بإذن الله رؤية ولي ولي العهد يحفظه الله ))
كتبه: نواف بن شليويح العنزي
تويتر nawaf13191@
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 2  0