×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
علي عيد بن جدعان العطوي

الراعية والعملاق
علي عيد بن جدعان العطوي

لكل حاضرة ثقافة ولكل زمان أدباء وعلماء، ينقلون ثقافة أوطانهم ومواطنيها عبر مؤلفاتهم إلى مكتبة التاريخ فيثرونها بالمعلومات الموثقة من مصادرهم ، فيجد الباحث بغيته ، بالرجوع إلى تلك المؤلفات ، ومع مرور الوقت تصبح هذه المؤلفات مراجع معتمدة ، لا سيما المحققة تحقيقاً علمياً والمُدعمة بالادلة الموثقة.

وتختلف تلك المؤلفات باختلاف أفكار مؤلفيها ، فمنهم المؤرخين ومنهم الجغرافيين ومنهم النسابين ومنهم الشعراء ومنهم القصاصين ، وكل منهم ينقل جانب من الثقافة.

ومن هذه الفنون فن الرواية وقد ظهر هذا الفن قديماً في كثير من الثقافات العربية وغير العربية ، فهي تستنطق إنسان تلك الحقبة فيعبر الكاتب على لسان شخصيات روايته ما يختلج في نفسه ، ويمرر مقاصده ، بطابعه الشخصي ، فينصح وينتقد ويوجه ، وقد يستخدم شخصيات خرافية ، او يأتي بها على ألسنة الحيوانات ، وتظهر براعة الكاتب بسلاسة اسلوبه ، وكثافة مفرداته ، ومخزونه اللغوي.

وبالنسبة للثقافة التبوكية الحديثة ، فهي ثمد يتبرّضه القرّاء ، فمستقل ومستكثر ، وكذا هم أدباء تبوك منهم المكثر ومنهم دون ذلك.

وقد برع الأستاذ الدكتور مسعد بن عيد العطوي ، بعدة فنون من فنون الأدب وقد بلغت مؤلفاته قرابة الثلاثين مؤلف ، وفي روايته ـ العملاق ـ أرسل رسائله الأنسانية ومعلوماته التاريخية عبر محادثاته مع عملاقه ، وهاهو يثري المتصفح بحكاياتٍ قصيرة تحت مسمى الراعية ، فيطلع القاريء على حقبة من تاريخ هذه المنطقة ، وبعض العادات والتقاليد وكذلك المصطلحات التي تعكس ثقافة إنسان تبوك في تلك الفترة.

وما أحوج الناس لمثل هذا النوع من السرد الايجابي ، في زمان طغت فيه الثقافة التويترية ، المختصرة للمعلومة ، والمحددة بعدد من الأحرف ، وكأنها تشكل سجناً للعقول ، وقيداً يكبل الأفكار ، ناهيك عن من يكتب وما يُكتب ، ونتائجه الملموسة ، في ركاكة الأسلوب وضحالة المفردة ، وتغريب المصطلحات.

مما جعل لغتنا المشرفة بكلام رب العالمين ، تقبع مهجورة محصورة ، ولا حافظ ابراهيم لها.
بواسطة : علي عيد بن جدعان العطوي
 11  0