×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

إذا أخطأت أعتذر فلست وحدك
طلال مجرشي

من منا لا يخطئ . أو يزل . إذا كنت تعتقد أنك لا تخطئ فأنت تنحي نفسك عن الخصائص البشريه التي جبلت عليها الإنسانيه . قد يتصور البعض أن الخطأ ثلمة ونقصا يعتري الإنسان تخرجه من طور الكمال الذي يبحث عنه . بينما هي الصفه التي تعيدك إلى أصولك الإنسانية الطبيعية . ليست المشكلة في إرتكاب الأخطاء فشئت أم أبيت حتما ستخطي وستنطبق عليك القوانين البشريه والسنن الإجتماعية التي لا يخلوا منها أبن آدم . ولكن المشكل ماذا بعد الخطأ . هل ستتعظ . أم هل ستتعلم من خطأك . أم هل ستستمر وتعيد نفس الخطأ . إذا كنت ترزح تحت هذه الأستمراريه فذالك هو النقص بعينه وينبغي عليك مراجعة حساباتك فإنك تسير في الأتجاه المخالف للحكمه والمنطق السليم . لم يسلم من الخطأ الصفوه من البشر لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها ولا يوجد معصوم من الخطأ فمن الأخطاء يولد التصحيح ويتوقف العقل لإعادة التفكير والتحليل الأيجابي ويكتسب المرء من الخبرات والتجارب ما يجعله يتقدم بخطوات مركزة وواثقة إذا ما إستفاد من تلك الأخطاء . يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) وكأنه يقول لنا لا تحزن ولا تجزع إذا أخطأت ولكن سارع بالرجوع والعوده الى الصواب ولا تكترث بما مضى وتغلق على نفسك في أغلال الماضي . فقط أطوي تلك الصفحة واتعظ وانطلق دون أن تلتفت إلى الخلف . فتأمل معي تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام الراقي مع الأخطاء في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد عندما قام الصحابة لينهروه عن هذا الفعل القبيح أمرهم أن يدعوه ولا يزعجوه خشية أن يتناثر البول في عدة أماكن أو ينجس ثوبه أو بدنه أو ينفره من الإسلام فاكتفى بأهراق دلو من الماء على بول الأعرابي . في خطوة لا تصدر إلا من رجل عظيم كمحمد صل الله عليه وسلم . بل إن الأنبياء والمرسلين قد يصدر منهم الخطأ بأستثناء الكبائر ولكن سرعان ما يعيدهم الوحي إلى الجادة كي نتعزى بهم ونثبت لهم بشريتهم مع عظم قدرهم ورفعة شأنهم . ولنا في سورة (عبس وتولى) ما يثبت أن لا معصوم من البشر . حينما جاء ابن أم مكتوم الأعمى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يسترشده وكان عند الرسول أحد صناديد المشركين فأعرض عليه الصلاة السلام عنه وعبس طمعا في إيمان ذالك المشرك فنزلت الآيات في عتابه صل الله عليه وسلم وهو من هو . فإذا أخطأت فلا تأنف أن تعترف بخطأك ولا تتردد في الأعتذار ولو على رؤوس الأشهاد فالشجاعة أن تقر أنك من آحاد البشر وأنه يعتريك ما يعتري بني جلدتك من الأنس . وأعلم أنك لن تستفيد من أخطائك التي لا مفر منها إلا إذا أقررت بذالك ولن تكتمل شجاعتك إلا إذا أعتذرت . فالإعتذار من شيم الكرام . فكن من أولئك الشجعان و أولئك الكرام اللذين قال فيهم ابو الطيب المتنبي
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..
وتأتي على قدر الكرام المكارم ..
وتعظم في عين الصغير صغارها ..
وتصغر في عين العظيم العظائم ..
أما إذا استمريت في خطأئك أو أخذتك العزة بالأثم أو سولت لك نفسك أن إعتذارك سيحدث شرخا في شخصيتك فأنصحك بتلاوة سورة الكهف وتحديدا قصة موسى والخضر ففيها دروس في فن الإعتذار والبحث عن الفائدة فلنا في قصصهم عبرة لمن كان لهو قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
وأخيرا . يقول أحد فلاسفة الغرب ( أفضل طريقه لتعتذر عن خطأ ارتكبته هو أن تسارع الى تصحيح الخطأ ) ....
بواسطة : طلال مجرشي
 0  0