×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سعود العمراني

حينما يخطىء المشاهير
سعود العمراني

كثيراً ما يتساءل الشخص لماذا إذا أخطأ شخص مشهور في مجتمعنا تجد الحرب قد قرعت طبولها مطالبة برأسه و ترى الناس تُفعِّل الهشتاقات و المشاركات فيها تصل إلى مئات الالاف مع أن خطأه قد نقوم به في كل يوم أو أنه ليس بذاك الذنب الذي لا يغتفر و قد يكون زلة لسان قد تصدر من أي إنسان!!!
باعتقادي و نتيجة لعدة قراءات قمت بها في سلوك الأفراد أن له أسباب كثيرة مترابطه و أهمها في مجتمعنا هي كمية الوعظ اليومية المخيفة التي تبث للناس مما جعل المجتمع يجعل المثالية مطلب في كل شخصية تظهر على العلن و تجعله غير متسامحه مع أخطائها. السبب الثاني، و هو من نتائج الأول نوعاً ما، انتشار مرض إزدواج الشخصية فالفرد له شخصيتان يعيش بهما و الويل كل الويل إذا ظهرت لنا الشخصية العظيمة التي يملكها أصحابنا وقت الحكم على الناس فهم لا يرحمون و لا يدعون رحمة الله تنزل بل هم أقرب إلى وكلاء الله في القضاء و الحكم على عباده بدون معرفة كل الظروف و صدق من قال لو عرفت كل شيء لعذرت كل شخص. السبب الثالث، و هو محصلة للأولين، كمية الإحباط التي يعيشها أغلب الناس سواءً دينياً حيث يصاب به الفرد لأنه مهما عمل لن يصل لمستوى السلف الذين تم رفع بعضهم إلى مستوى أقرب إلى الملائكة و إجتماعياً لأنه يرى نفسه في الحضيض بسبب المتنفذين الذين يسيطرون على كل الفرص و هذا ناتج عن الواسطة.
إذا انتشر الإحباط في مجتمع فإن الغالبية تريد أن ينتشر الفشل فيها لكي لا يشعرون بالغربة و بذلك تراهم يشنعون على البارزين في المجتمع و يريدون أن يتأكدوا أنهم ليسوا في القاع لوحدهم بل أن الجميع معهم. كلما زادت هذه الظواهر في مجتمع ازداد فيه التشفي من المشاهير و التشهير بهم على أخطاء الكل قد يفعلها و إذا لم يجدوا خطأً بارزاً أطلقوا الإشاعات المغرضة التي تلقى رواجاً مخيفاً فالأنفس مستعدة للهجوم حتى بدون أن تتأكد فهذا لا يهم لأن ما يهم هو التنفيس عن العقد التي تملأ الصدور، لا؟!!
بواسطة : سعود العمراني
 2  0