×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور احمد العسيري

إبداع تبوك في نيويورك
الدكتور احمد العسيري

في رحلة خاطفة إلى المدينة التي لا تهدأ - نيويورك وتحديدا في مانهاتن داخل محطة القطار الرئيسية رأيته منهمكا بالقراءة, وهو منظر مألوف جدا كون القراءة هنا ممارسة وبشكل واسع وفي كل مكان تقريبا, في الطائرة.. في وسائل النقل المختلفة كالقطارات والحافلات , كذلك أثناء فترات الانتظار للحصول على خدمات معينة, أو عند لحظات الاسترخاء في المتنزهات والحدائق العامة.
لكن ما لفت نظري حقا هو ما كان يقرأه ذلك الشاب, إذ لمحت غلافا لرواية شهيرة اعرفها جيدا مما دفع بي إلى التقرب إليه أكثر ومن ثم التحدث معه.
هو شاب سويدي حضر ضمن مجموعة سياحية ولديه اهتمام كبير بدراسة الحضارة والثقافات الشرق أوسطية ومكوناتها الانثروبلوجية وهو في سبيل إعداد أطروحة علمية بهذا الخصوص.
والحقيقة فاجأني بلغته العربية الجيدة والتي فضل الحديث بها وأدهشني بسعة اطلاعه عن تاريخ الأمم وحياة الشعوب وملامحها الأدبية,أيضا تركيزه على الدراسات المقارنة في التعاطي والتحليل التاريخي.
وأفاد انه لتعزيز تواصله المعرفي في سياق اهتماماته العلمية يسعى جادا لتنمية مداركه بالاطلاع المكثف ووفق قراءات مختارة من أدب المنتج العربي ويستهويه بشكل اكبر : الرواية والقصة لأنها من وجهة نظره الأقرب إلى النفاذ داخل نسيج مجتمعات مبدعيها وتجلي التراث عبر أجيال متعاقبة, وانه يقرأ الآن رواية سعودية شدته كثيرا وهي منتقاة من مجموعة إهداء وصلته مؤخرا من صديق عربي يشاركه اهتماماته العلمية والأدبية.
ولم يقطع حديثي الممتع معه إلا صوت الإعلان عن موعد الرحلة إلى العاصمة واشنطن.
وفي الطريق إلى المدخل التفت إليه لأراه مبتسما يومئ بيد مودعا وبالأخرى يلوح لي برواية " رقصة أم الغيث".
وبدوري ابتسمت مستحضرا رائعة الأستاذ: عبد الرحمن العكيمي وكلي يقين إن الحضور الإبداعي والأعمال الاستثنائية تتجاوز كل المسافات.
بواسطة : الدكتور احمد العسيري
 16  0