×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

إعلامنا لا يمثلنا!
طلال مجرشي

يعتبر تشكيل الرأي العام في أي مجتمع أمر في غاية الأهمية وهدف تسعى أليه جميع الدول لتوحيد الوجهة الثقافية والاجتماعية والسياسية لهذا أو ذاك المجتمع ، وتولي ما يسمى دول العالم الأول أو المتحضر عناية فائقة بهذا المجال وانشأت تخصصات اكادمية في مؤسساتها التعليمية تحت مسمى الهندسة الإجتماعية لصناعة الرأي العام وتشكيله بطرق علمية ومدروسة ومضمونة العواقب ، ولا شك أنهم ينجحون في هذا كلما أرادوا تحويل عقلية شعوبهم نحو وجهة معينة أو سياسات معينة أو أرادوا إحتلال أو الاعتداء على دولة ما فإنهم يتمكنون من استقطاب رأي الأغلبية نحو هدفهم المنشود ؛ ونذكر على سبيل المثال قضية المثليين في أمريكا ، ففي عام 2010 عندما أرادة السلطات سن قوانين للمثليين لم يصوت الشعب الأمريكي بالأغلبية ، وبعد أربع سنوات تم إعادة التصويت على ذات القانون فكانت النتيجة تصويت بالأغلبية لصالح المثليين ، أربع سنوات كانت كافيه لتغيير الرأي العام الأمريكي.

ولذلك لما ظهر في الفضاء العربي إمبراطوريات إعلامية مثل مجموعة الإم بي سي ومجموعة روتانا وغيرها استبشر المسلمين خيرا وتوقع المتفائلين أن تكون تلك المؤسسات الإعلامية الضخمة رافدا من روافد نصرة الأمه وتثقيفها بفعل التأثير القوي للإعلام على ثقافة الشعوب ، ولكن بعد أكثر من عقدين من تأسيسها أصبحت تلك الامبراطوريات الإعلامية وكأنها مرتع لترويج العري والعلاقات المحرمه والخيانات والتمرد على القيم عبر مسلسلات الهدم والتفسخ وبرامج الواقع ، ومهاجمة أهل الغيره والصلاح من الدعاة والعلماء ، ولم تحقق الطموح المأمول منها كمؤسسات يفترض ان تعزز وتروج للثقافة والهوية الاسلاميه ، ولذالك نريد إعلام يرفع من شأن التوحيد في قلوب الأجيال ، لا كما يقول أحد المتلبرليين ( رجونا المطاوعة بالتوحيد ) ونريد إعلام يعزز القيم والمبادئ الإسلاميه ، لا كما يروجون بتخلف ورجعية الملتزم بمنهج الإسلام وأصبحت كلمة الجهاد الذي هو عز المسلمين والجهادي والإسلامي والسلفي المتتبع لمنهج السلف الذين هم أبو بكر وعمر وجميع الصحابة أصبحت مسبه ووصمة عار يتحاشاها المسلمين بفعل التشويه الإعلامي ، ونريد إعلام يدافع عن الإسلام والمسلمين لا معول هدم لما تبقى من تمسكنا بديننا ، فقد كانت تلك المؤسسات أحد أهم أسباب تخلفنا عن ركب الحضارة العالمي حينما نحة الإسلام جانبا وأخذت تنهل من مخلفات المحطات الغربيه حتى أصبحت برامجنا نسخ مستنسخه من القنوات الأمريكية ، من سيربح المليون ، عرب أيدول ، ذا فويس ، غوت تالنت ، استديوهات الأخبار ، ديكورات البرامج ، كلها تقليد ، لا جديد ، لا إبداع ، لا إبتكار ، لا هوية إسلاميه . فقط إستهلاك وتسويق لأفكار الآخرين ، وكلما قام مخلص أو غيور يحذر وينبه شنوا عليه الحملات والأكاذيب فجعلوه إما قاعدي أو داعشي أو اخونجي ، حتى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه الشعيرة التى قامت عليها الدوله يريدون إلغائها ويحاربونها ويعتبرونها تخلف ورجعية.

اماعلى مستوى السياسه فحدث ولاحرج لم يتمكن من الوقوف في وجه الإعلام الإيراني البغيض الذي يسخر كل إمكاناته لمحاربة المملكة وإعطاء صورة مشوهه في الإعلام العالمي ضدها ونجحوا في إختراق كبريات الصحف الغربيه وتكوين للوبيات إعلامية ضاغطه وأصبح للكتاب الإيرانيين مساحه واسعه في أشهر المواقع الصحفيه لبث سمومهم واحقادهم وإعلامنا للأسف( ماعنده سالفه ) مع العلم أن الكثير من أبناء وبنات المجتمع السعودي هم متدينون بالفطرة ولديهم الوعي بدينهم. ويجب ان يحملوا هم الدفاع عن قيمهم والمطالبة بإعلام يتوازى مع مكانة وخصوصية هذا البلد الطاهر.
بواسطة : طلال مجرشي
 1  0