×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مقبول فرج العمراني

موت القبيلة!
مقبول فرج العمراني

كثيرا ما يواجهنا سؤال عريض هل نحن بحاجة الى القبيلة؟!.. يبرز هذا السؤال إذا ما نظرنا الى أن القبيلة ككيان اجتماعي كان لك دور في العصور الماضية كحاضنة حمائية للفرد ليتطور المفهوم فيما بعد الى دول تقوم بنفس الدور بشكل ربما أكثر تحضرا ومثالية ،لذلك أرى بأن وطننا يحتاج الى التخلص من عبء القبلية الذي من أبرز محركاته التعصب والجهل والتخلف ،سن القوانين التي تمزج الشعب في إطار واحد هو أولى المهام التي يجب أن تتبناها دولتنا بدون ذلك سنواصل النظر الى الوطن كإطار مرحلي سرعان ما نكسره لنعود الى احضان التشتت القبلي.

إن الدولة المدنية الحديثة التي نسعى لها يجب عليها تهميش الواقع القبلي ،فلم تعد هناك حاجة الى أن يختم على معاملاتك الرسمية شيخ القبيلة أو حتى العمدة فصحيفتك الجنائية وسجلك المدني كفيلان بالتعريف بك ،بل أننا في مرحلة متقدمة نأمل أن تزال أسماءالقبائل والحمائل والعوائل من بطاقاتنا الرسمية لننغمس أكثر في مجتمع مدني متجانس لا نشاهد فيه تلك التفرقة بين أصحاب المئة وعشرة والمئتين والعشرين لنستغني عن الفولت القبلي العالي والواطي ،سنصل في مرحلة معينة الى أن تنحصر ولاءاتنا في قبيلة الوطن تجنبا للتناحر القبلي والمهايط المشايخي وتوفيرا لكل تلك المناكفات القبلية والمهايطات الحاتمية ،بل سنتخلص في الجملة من عبارة شهيرة طالما رددناها وهي (شجرة ما تظل ربعها حلال قطعها ) وسنوفر نفقات جلسات المحاكم الخاصة بتكافؤ النسب.

هل نحن قادرون على فعل ذلك؟!.. نعم نستطيع إذا شعرنا جميعا بأن هذا الوطن هو قبيلتنا الأولى.
بواسطة : مقبول فرج العمراني
 34  0