×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فوزي الأحمدي

أمريكا والإنهيار الوشيك!!
فوزي الأحمدي

جاء فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب الرجل المثير للجدل بمنصب الرئاسة الأمريكية , وما تلا ذلك من احتجاجات في العديد من المدن الأمريكية , بل ومطالبة البعض في ولاية كاليفورنيا بالانفصال عن أمريكا , بل أن العديد من الحلفاء قد عبروا عن عدم ارتياحهم الى هذه النتيجة التي أفضت اليها الانتخابات . كل ذلك جعل الكثير من المحللين والمراقبين في العديد من أنحاء العالم يتحدثون عن المستقبل الذي ينتظر أمريكا . الحديث عن انهيار امريكا لم يكن وليد اليوم بل يعود الى حقبة الثمانينيات من القرن الماضي. بعد انهيار الاتحاد السوفييتي اصدر الكاتب الامريكي فوكوياما كتابه الشهير (نهاية التاريخ) والذي بشر فيه بانتصار الرأسمالية (أمريكا) . حيث اصبح العالم يدار من قبل القطب الواحد , وقد ساد هذا الاعتقاد العالم أجمع (العلو الكبير) ! وما هي الا سنوات معدودات الا وتجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها غارقة في سلسلة من الحروب العبثية في العراق وافغانستان وسوريا ( الحرب على الارهاب) عفوا (القرن الأمريكي) . بل وتجدها وقد اخذت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في كل مكان في العالم ! والنتيجة سلسلة من الهزائم المتواصلة في الخارج , وانهيار اقتصادي ومالي وأخلاقي في الداخل . استنزفت فيها جميع مواردها الاقتصادية والمالية . الى أن وصل الدين العام الأمريكي الى أكثر من (13) تريليون دولار وهذا المبلغ كاف لشراء أمريكا ومن عليها ! لا يكاد يمضي وقت الا ويصدر كتاب أو دراسة تبشر فيها بقرب انهيار أمريكا ( سقوك الصنم , الإفلاس , عالم ما بعد أمريكا , يوم الحساب .. الخ) ، الحقيقة وعبر التاريح لا يمكن لأي أمة مهما علا شأنها أن تهيمن على العالم لوحدها مهما أوتيت من قوة وبأس . ان المتأمل في التشريعات التي تصدرها امريكا بين الحين والآخر , والتي تحد من الحريات , والتمييز العنصري في الداخل , والاستخدام المفرط للقوة في الخارج (تسوية المدن بالأرض , سجن أبو غريب , غوانتانامو , وضع اليد على الصناديق السيادية لدول العالم "الأزمة المالية" قانون جاستا , الهيمنة على المؤسسات الدولية) يؤكد بما لا يدعو للشك ان ذلك كله يبشر ببداية (نهاية العلو الأمريكي) , هذا اذا لم يكن قد بدأ فعلا ومنذ سنوات . قال تعالى : ( لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) ، هذه الآية الكريمة تجسد حال امريكا مع العالم اليوم . لو تجاوزنا ذلك كله لوجدنا ان أمريكا على موعد وفي المستقبل القريب مع العديد من الكوارث الطبيعية وكل واحدة منها تكفي كي تمسحها عن الخارطة ! بدءا من بركان (يلوستون) في ولاية مونتانا والذي سوف ينطلق في أي لحظة حسب ما يقول علماء الجيولوجيا والبراكين , وسوف يمتد الرماد الذي يقذفه الى الاف الاميال , شتاء نووي ولكن بدون اشعاع , وعصر جليدي تمر بها امريكا يمتد الي سنوات يهلك فيه الحرث والنسل . الى الزلزال المدمر الذي سوف يضرب ولاية كاليفورنيا ذات الثمانية الاف بحيرة , والتي تعد أقوى سادس اقتصاد في العالم , وذات النزعة الانفصالية والتي يشعر سكانها بأن الولايات الامريكية الأخري تشكل عبئا اقتصاديا عليها ! وكما يقول العلماء المختصين في الزلازل فان هذا الزلزال من القوة بمكان بحيث يستطيع ان يغرق كاليفورنيا في قاع المحيط الهادي , وهي تمتد أصلا على شكل لسان داخل المحيط (اتلانتس) ! ان الله يمهل ولا يهمل , امبراطورية اقيمت على بحور من الدماء والاشلاء والظلم والقهر اكثر من (100) مليون هندي تم ابادتهم , و (80) من العبيد الأفارقة توفوا او تم قتلتهم أثناء نقلهم الى العالم الجديد ! يقول المؤرخ البريطاني الشهير آرنولد توينبي : ( ان الأمبراطورية الوحيدة في التاريخ التي انتقلت من مرحلة النشوء الى مرحلة الانحطاط دون أن تمر بمرحلة الحضارة هي الولايات المتحدة الأمريكية) ! قال تعالى : إن الله لا يصلح عمل المفسدين.

بقلم / فوزي محمد الاحمدي
بواسطة : فوزي الأحمدي
 2  0