×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فهد العبيدان

يومٌ بأجرِ "خف بعير"!!
فهد العبيدان

كل يوم جديد هو كيومِهِ السّابق ، لا جديد إلّا بحضور أفراح ، أو مواساة لأتراح ، ثم نعاود يومنا المعتاد ، نصحو مبكّرين للعمل ، وكلّنا همّة وأمل ، نقود مركباتنا بعد تشغيل المذياع على إحدى التردّدات ، وأكاد أجزم على إذاعة تطلق لنا أصوات المطربين والمطربات ، هكذا نبدأ ، ثم نستهل بالعمل ، مع محادثة الزملاء ، إمّا لمناسبة مباراة خسر فريق الزميل ، أو خسارة نادي المفضّل ، مع بعضًا من السخرية على الفريق المغلوب ، ونعرج على الأحداث المحلّيّة وبعضًا من العالميّة ، ولا يخلو الحديث من التندّر لقرارات مديرنا المباشر ، ونعمل حتى ينقضي يوم عمل شاق بين حوار سخيف وعمل لطيف ، نعود لبيوتنا منهكين ، غداء فقيلولة فاستيقاظ إلى منتصف العصر إن كنّا من الزهّاد ، نقضي شيئًا من حوائجنا الدنيوية إلى وقت المغيب ، وربّما نجالس أهل بيتنا بين المغرب والعشاء ، ثم الإنطلاق للسهرة بعد العشاء ، نروي بعضًا ممّا تخلّله يومنا ، وشيئا من " السوالف " المكرّرة ، وبلوت تعلوه ضحكات ، فكيف استطعت أن " أدق " إكّته بسبعة حكم ، أو أن أقطع دون أن يلحظني الخصم ، وتختلف سهراتنا من مجلس لمجلس ومن إستراحة لاستراحة ، إلى أن تغفو أجفاننا أو تشير الساعة إلى منتصف الليل ، فنرجع لبيوتنا منهكين من صكة بلوت أو "تكسير روس" بالبلايستيشن ، أو على المرواس ودق العود ، بصوت منفّر يحاول أن يحاكي حنجرة أم كلثوم ، وإن أنكر الأصوات لصوت الحمير ، فننام إلى يوم جديد كسابقه ولاحقه.

يومٌ تحسبه مليء بالفعاليّات ، إلا أنه يوم كئيب ، إذ يخلو من ذكر الله ، وأداء الصلاة مع جماعة المسلمين ، وأذكار الصباح والمساء ، وقراءة قرآن ، وبرّ بوالدين ، وعيادة مريض وصدقة ، وضحى وركعة وتر ، ومشيٌ بالجنائز.

إن لم يكن يومنا لديه هذه الفعاليّات ، فلنبشر بضنكٍ وهم ، وفتور وغم ، أولم يقل ربّنا في كتابه " ومن أعرض عن ذكري ، فإنّ له معيشة ضنكَا " ، مارس يومك واستمتع بالحياة الدنيا ، ولكن حاول على قدرِ استطاعتك ألّا يخلو يومك من فعاليّات الآخرة.

دمتم بقلبٍ حيْ ،،،

لتواصلكم :
‏twettir: @fahd_al_obaidan
‏Email: fahdalobaidan@gmail.com
بواسطة : فهد العبيدان
 4  0