×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

للانهيار مهابة في حرمة التاريخ
نورة الرواضين

بدأ العمر الافتراضي للآثار وخصوصا في منطقة جدة التاريخية ومدينة الوجه وينبع القديمتين بالعد التنازلي للانهيار والتي أتوقع من خلال المظهر الذي يبدو أنها تقل عن العشر سنوات وقد ساءني ما رأيت بأم عيني من سقوط رواشين مبانيها وهي تهوي على الأرض معلنة بداية الاحتضار , مما أظهر بوادر سرعة الاندثار لهذه المعالم التاريخية التي أعجزها التصدي للعوامل الطبيعية فانصاعت لها مرغمة بالتهاوي مما يجعلنا نستطيع معرفة الرؤية المستقبلية لها ببحث الأجيال القادمة عن شواهد حضارات كانت هنا فلا يجد غير ما قُدر الله له أن يبقى , أنها جزء بسيط يستصرخ من جزء كبير أعجزه الصراخ وما الترميم الذي حصل في بعض المواقع إلا كمن يجبر مكسورا بوضع لاصق جرح بسيط عليه وبنظرة للآثار ككتلة واحدة فإن ما تم ترميمه كمن جبر كسر وأهمل عشرين كسرا فلن يجدي جبر هذا الكسر ما دام باقي الكتلة تشتكي , تلك الآثار التي حوتها أرض المملكة العربية السعودية لحضارات متتالية والتي شهدت بداية الخليقة الأولى بوجود قبر أمنا حواء في جدة أقدم أثر على وجه هذه المعمورة والتي تجعل من جدة أقدم مكان عرف اللقاءات البشرية وما تحويه مدينة الوجه من أثار تمنيت وجود الباحثين والدارسين لمعرفة أساس هذه الحضارات التي تقع بأم القريات بالوجه , بدل سجنها بشباك السياحة والآثار ووضع التحذيرات عليها دون حراسة تذكر مما جعلها مرتعا لسارقي الآثار والتي بدا على بعضها خلوها تماما من القطع الأثرية إلا من وجود بعض الكسر المتناثرة من الرحى والجرار التي لا يتعدى حجم الكسر نصف الكف أو نصف الرحى وما يوجد بين الجبال التي تقع بينها الأودية كوادي العرجاء الذي يحوي أنواع النقوش الفرعونية والإغريقية والنبطية زد عليها ما يحمله شكل الوادي من روعة وجمال وأسرار بوجود أحجار كلسيه وقبور مدفونة بطريقة غريبة وتلك الموانئ في ضبة والوجه واملح وينبع في شمال غرب المملكة على البحر الأحمر التي شهدت قصص الأمم ترك بعضهم اثر ما زال يبحث عن من يعتني به ويعرف قيمته تلك الآثار التي تجعل المملكة في مصاف الدول الأولى للسياحة ولما للآثار من اهتمام عالمي يعود عليها علميا واقتصاديا بفائدة و لبعض الدول كالأردن ومصر وسورية تجربة كبيرة وفائدة علمية وسياحية واقتصادية عظيمة كان لابد من الاستفادة تجاربها في السياحة والآثار والتي كان لها دور في انتعاش الاقتصاد وذلك في إيجاد الوظائف المختلفة كالمرشدين السياحيين والمردود المادي الذي يجده السائقين من السياح وقد يعود على الإسلام بخير بالتعرف عليه من قرب واحتكاك غير المسلمين بالمسلمين من خلال الآثار ونحن هنا في المملكة نختلف من حيث البيئة عن هذه الدول بتنوع البيئة لدينا وتعدد الحضارات مما يجعلنا نفوق غيرنا باختلاف البيئة وطبيعة الأرض والآثار . لابد من التعجل وسرعة الاهتمام ورفع الإهمال وسرعة العمل على ترميم المدن الأثرية مثل جدة والوجع وينبع التاريخية وتكملة ترميم مدينة العلا الأثرية التي تتميز بتخطيط عمراني منقطع النظير ومختلف يدل على ما كان عليه أهل هذه المدينة من وعي وتخطيط هندسي نادر من خلال ترابط المدينة ببعضها كبيت واحد بشكل متميز من لغز يبحث عمن يفكه بدل الاكتفاء من تصويرها دون الدراسة والبحث حيث بدأ العمر الافتراضي بالعد التنازلي وبداية زوال حضارة كانت مستقلة بحد ذاتها يتحدث تاريخها عن فكر عبقري لم يجد من يبحث عن خفاياه إلا من خلال دراسات وبحوث بسيطة وسطحية تبتعد عن العمق بالبحث الدؤب والاكتشاف العلمي .ولا نعرف ما تخبئه الأيام لاقتصادنا ولعل هذه الشواهد والآثار تكون في يوم قادم منقذا له في وجهة السياح , ولنا في عواري الأيام عبرة . وللانهيار مهابة في حرمة التاريخ . فأين سيودي به ؟
هل سيأتي يوم ونرى المملكة وجهة لاهتمام العالم به سياحيا بعمل الدراسات والبحوث والاكتشافات ؟ لن يزيدها ذلك إلا تقدما .
بواسطة : نورة الرواضين
 1  0