×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سعود العمراني

ما رأيك؟!
سعود العمراني

اتصل بي أحد الأخوة و طلب رأيي في موضوع يخصه و عندما أعطيته رأيي بدأ في مجادلتي و مناقشتي هذا الرأي و هنا حقيقة لم أستطع إلا أن أذكِّره بأنه هو من اتصل و طلب رأيي فإما أن يعمل به أو يتركه. أعلم أن كثيراً منكم قد مر بمثل هذا الموقف و تساءل عن سبب طلب هؤلاء للرأي ثم مجادلة صاحبه فيه؟! في الحقيقة إننا نجيب السائل بما لم يكن ينتظره و من هنا يبدأ الجدل!! و لكن كيف حصل سوء الفهم هذا بين السؤال و الإجابة و لماذا يتكرر دون أن نتعلم؟!

لا أبالغ إن قلت أن (ما رأيك؟!) قد تعني أي شيء إلا معناها الظاهر!! .. (ما رأيك؟!) قد تعني أحياناً ادعمني و برر لي موقفي و ذلك عندما يرتكب الشخص خطأً فيبحث عمن يبرر له أكثر ممن يعطيه الحلول و قد تعني امدحني و ذلك عندما يشتري أحدهم غرضاً و يعرضه على الاخرين فهو لا يريد إلا الثناء لأنه اشتراه و انتهى الموضوع و قد تعني تحمل أنت المسؤولية عندما يحتاج المرء لمن يتخذ القرار و بذلك يتحاشى المسؤول حملها لوحده. أعتقد أن القائمة قد تطول و نحن نذكر المعنى الخفي لهذا السؤال و لكن ما الحل و كيف نتصرف إذا طرح علينا؟!

أعتقد أن الحل يكون بإجابة دبلوماسية غامضة و هلامية لا يستطيع الشخص من خلالها تحديد موقفك بثبات و بذلك تسلم من الجدل العقيم و من جرح مشاعر الشخص، في رأيي أن تكون الاجابة على هذا السؤال بسؤال اخر و هو (أنت ماذا ترى؟!) و حينها تجد أن المعنى الخفي بدأ يتجلى و تكون قد سلمت الملامة و الإتهامات.

إن رغبتنا في إبراز ذاتنا هو للأسف ما يبعدنا أحياناً عن فهم المعنى الخفي لهذا السؤال و لو أننا ضبطنا غرورنا لثوان معدودة لعرفنا أن الناس في الغالب تحتاج من يفهمها أكثر ممن ينصحها. بعد قرائتكم لهذا المقال ما رأيكم فيه؟!
بواسطة : سعود العمراني
 2  0