×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

اللغة العربية بين الاحتفال والازدراء!
نواف شليويح العنزي

اللغة العربية بين الاحتفال والازدراء!

الثامن عشر من ديسمبر هو يوم عالمي يحتفلون فيه باللغة العربية ، وكأنهم لا ينطقون إلا بكل قواعدها ومفرداتها بدون أي تحريف وتزييف وإضافة كلمات لغات أجنبية أثناء حديثهم وكتاباتهم؛ ويلجؤون إلى كل هذا من شعورهم بالنقص والازدراء من لغتهم فيترفعون عنها بإضافة كلمة من تلك اللغة ومن ذاك المعجم الدخيل على لغة البيان والفصاحة ، مابكم ياقومي تبحثون عن الوجاهة والأهمية الاجتماعية أثناء حديثكم وكتاباتكم وحتى تجارتكم بإدراج كلمات ومصطلحات يظنها المتحدث والمدون الجاهل أنها ترفع من شأن وأهمية حديثه ومؤلفاته وبكل مايتفوه به عند جمهورالمتلقين لكلماته ، وتناسى القابع خلف كلماته المنحرفة وفكره البائد أن لغة الضاد شرفها خالق الإنس والجان والجن بإنزال القرآن الكريم بها ، وترنم بها سيدنا وأفضل رجل طلعت عليه الشمس نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه مع كوكبة أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين من بعده ، ومع استمرار انتشار الإسلام على يد رجاله في أصقاع المعمورة كثرة محاولة النطق باللغة العربية من غير العرب ؛ ممانتج عنه اللحن في اللغة والتحريف الجلي في بعض مفرداتها ، فحضرت الهمة والنخوة من أهل لغتنا العظيمة واندفعوا للانتصار لها بوضع نقاطها وقواعدها وكل مايحفظها من الاندثار لأن الحفاظ عليها هو شأن هام و عام لأمة الإسلام من عجم وعرب ، وبكل ألم نازف وجرح غائر تتعرض لغتنا العربية في هذا العصر لهجوم شرس من أبناء جلدتها وهي ( البحر في أحشائه الدر كامن ) ولم يتبق إلا القلة ممن يتحدثون بفصاحة بهذه اللغة الثرية بمفرداتها ، وعند حديثهم يتعرضون للسخرية من المستمعين بسبب مانضموه من الشعر أو فن النثر وحتى القارئين لمؤلفاتهم يقهقهون هنا وهناك بل أنهم يواجهون بسيل عرم من الانتقادات ووصف كلماتهم بالغريبة وأنها تحتاج لمعجم لفك معانيها ولم تتوقف الأحداث المسيئة للغة العربية عند هذا ولكن وصلت لفن الشعر الجميل بإقامة وتشجيع المسابقات الشعرية المليونية ، والتي أضاعت جميع قواعد لغة القرآن الكريم لتأتي الأجيال القادمة وهي لا تعرف إلا النذر البسيط من اللغة العربية الفصحى تحدثا وكتابة ، وتصبح لغتنا غريبة بين أبنائها ، فلماذا نتبنى تضييع هويتنا العربية الأصيلة وغيرنا من الشعوب يعتز بلغته وإرثه التليد ولا يتندر بمن يتحدث بها ، مع التأكيد هنا على طلاب العلم وأهله بأن اللغات الأخرى تبقى علوم لها من الشأن ، ولكن يجب أن يكون غير مؤثر على مكانة لغتنا الخالدة.

كتبه / نواف بن شليويح العنزي
المدرسة السعودية بمدينة تبوك
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 1  0