×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن كريم العطوي

الطائفية معول هدم
عبدالله بن كريم العطوي

‏‎الطائفية كانت ومازالت ذلك السلاح الخطير الذي جرده الطغاة والجبابرة ضد المجتمعات الإنسانية الغافلة على مر التاريخ البشري حيث لعبوا بهذي الورقة المهترئة أقذر الأدوار في تمزيق الشعوب وتفريق الكلمة وتبديد الصفوف.

‏‎لقد نجح الإستعمار في أيام هيمنته بممارسة لعبته المفضلة " فرق تسد " على الصعيد السياسي بإقامة حكومات ظل في الوطن العربي وجعل مابينها تناقضات ،وعمل على تأجيج العاطفة القومية لدى شعوبها ، ورسم الحدود الجغرافية ، وبث التفرقة بشتى أنواعها القبلية ، والطبقية والمناطقية والعنصرية ، ولم يترك بابا موصدا إلا ولجه.

‏‎وقد حفل التاريخ العربي بصنوف من الكيد والحقد الذي لم يرحم أحدا علي اختلاف الفئات ، حيث يتم أختلاق المذاهب الفكرية المتنوعة والمتناقضة ثم يوجد من أجلها صراعات حادة أرهقت من أجلها كثير من الدماء . إنه التاريخ الذي اشتهر بالإنحرافات والفتن وفي قمتها الطائفية ذاك التاريخ الذي أبتدعه المتسلطون بقوة السلاح تارة ، وبالخداع والتضليل الإعلامي تارة آخرى ، وهم لايعبرون عن ضمير الأمة وإنما كانوا يعبرون عن نزواتهم الشيطانية ومصالحهم الشخصية.

‏‎والطائفية سمة بغيضة لأنها أحد وسائل التفرقة التي تجد المرتع الخصب عندما يجعلها الطواغيت مضمارا تبقى الأمة خلاله ضحية للمطامع السلطوية ، ويجب أن لايغفل دور العامل السياسي الذي يملك مفاتيح اللعب بالأوراق الطائفية فيؤثر في الذهنية العمومية ، والطائفية مفهوم سياسي وليس ديني كما يشاع ، وتعتبر استغلال للدين وتوظيفه في خدمة أهداف ومصالح سياسية.

‏‎لقد أعاد الأعداء الغربيون هجمتهم الشرسة ضدالاسلام وابنائه وفرضوا على الشعوب العربيةكابوس الطائفيةواشعلوا حرب " السنة " و " الشيعة " وهم يعملون في الخفاء بوسائلهم الشيطانية على تنفيذ مؤامرات حبكت في الظلام وهم يتراقصون طربا مرددين " لقد جعلنا خنجر المسلم في صدر أخيه " ومازال خنجر الغرب المسموم يفتعل الأحداث في العراق ، سوريا ، ليبيا من خلال حكومات الربائب التي اوجدوها، فأصبح العرب غارقين في وحل الصراعات ، ويستدرجون إلى المزالق القاتلة وهم مهمشون جزئتهم الحدود المصطنعة وتم شرذمتهم إلى أقليات وفئات ثورية ، وفتحت جبهات جانبية لتوجيه الصراعات ضمن مسار خاطيء نحو عدو وهمي ،إن انحدار العرب إلى هذا المنزلق القاتل جعل بأسهم بينهم وأوقعهم في مستنقع آسن من الطائفية الشوها وحيث أن الكفر ملة واحدة لايهمه طائفة أو أخرى فإن مانراه في العراق وسوريا وليبيا مثال صارخ على استهداف العرب بكل طوائفهم ومذاهبهم فالجميع عرضة للقتل من قبل الأمريكي والروسي والغربي على الهوية.

‏‎إن أمريكا وروسيا صاحبتا الأطماع والمصال في المنطقة العربية تقفان اليوم كالطوفان الهائج لتكريس الطائفية التي هي بحد ذاتها ذخيرتهم الثمينة التي ادخروها لمثل هذا الوقت ، وهاهم يروجون ويهيئون الأجواء المناسبة لنموها وانتشارها واشتداد اوارها وتجنيد كل الامكانات لها
‏‎والعرب غارقيين في سبات ولم يستيقضوا إلاعلى رقصات الأعداء المحدقين بهم من كل جانب.

‏‎وقد احاطت بهم جحافل الأعداء واصبحوا في ظلام حالك يتخبطون في الظلماء عشوائيا يلتمسون طريق للخروج من المأزق ، ورغم عمق المأساة وضراوة الهجمة فإن الإسلام الذي في الصدور يأبى إلا أن يدفع بأبنائه جميعا للإنطلاق والإنخراط في المواجهة الحاسمة مع الأعداء ، وأن يتحرك كل ذو ضمير يقض واحساس مرهف فيتوهج الإسلام كالمشاعل ليضيء الدجى ، ويتألق في سماء العرب مفكري وأبطال الأمة ، للتحرك وفق مناهج وتكتلات سياسية تأخذ على عاتقها مسئولية التوعية والمواجهة لتشرق في الأفق راية الإسلام مجددا يحملها رجال أشداء يرسموا للآمة طريق الخروج إلى ساحة النصر المؤزر والله يقول (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )

‏‎عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد/ ‏‎عبدالله بن كريم بن عطية
بواسطة : عبدالله بن كريم العطوي
 2  0