×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سعود العمراني

طالبان و غزوة أحد!!
سعود العمراني

بعد أن انتهيت من كتاب حياتي مع طالبان لسفير الحركة في باكستان عبدالسلام ضعيف قررت أن لا أعير أي اهتمام لكتب التاريخ و أعتبرها منقوصة و منقحة بناءً على هوى كاتبها، تشعر و أنت تقرأ سيرته أنه يتكلم عن حكومة هولندا و لكن على الطريقة الإسلامية فلم يذكر إلا إيجابيات حركة طالبان أما كوارثها و أخطائها فلها مبررات عدة في وجهة نظره.

في الحقيقة الرجل يُحترم في تصرفاته و أفعاله و ارائه و لكن لأن طالبان لم يكونوا يعرفون إلى أين يتجهون تجد التخبط واضحاً في تحركاتهم و لهذا لم يفدهم وجود شخص بعقليته. يَذكر عبدالسلام في الكتاب قصة عن صعود طبيبة باكستانية معه في الطائرة و كيف أنها كانت تضع ثلث راتبها في دعم طالبان لأنهم الوحيدون الذين يطبقون الشريعة الإسلامية و لكنها بعد اجتياح الأمريكان و ميليشيا الشمال الشيعية لم تستطع حتى أن تصلي و أصبحت نظرتها للدين مشوشة لأنها لا تفهم كيف لا ينصر الله من يطبق دينه!! يقول عبدالسلام أنه لم يعرف كيف يرد عليها و بقي يستمع لها حتى نزلت من الطائرة!! لو كنت مكانه لذكرتها أن المسلمون هزموا في معركة أحد و معهم النبي ﷺ بنفسه فما السبب؟! السبب انهم تركوا ثغرة عسكرية استغلتها قريش و قلبت الكفة لها و مع ذلك لم يشك المسلمون في ايمانهم و لو للحظة.

يجب أن يعرف المسلمون في عصرنا أن هناك نواميس كونية تسير بها الحياة فليس من المعقول لقوة لا تملك مضادات طيران أن تهزم دولة تملك حاملة طائرات، نعم الأمريكان و الروس لم ينتصروا و لكنك أيضاً لم تنتصر بل جعلت بلدك دماراً و كل بيت فيه ضحايا لهذه الحرب. مشكلة طالبان و الأحزاب السياسية الإسلامية اعتقادهم بأن تغيير الشعوب سيكون بوضع الشريعة أمام الناس و هم سيذعنون لها مباشرة و الويل لمن يحيد و ينسون كل العوامل الإجتماعية المرتبطة بحياة الناس!! ينسون أن النبي ﷺ تدرج في تغيير المجتمع و لم يطلبهم بالتغيير على حين غرة كما يفعل البعض و كل هذا و هو يمشي بينهم.

في نهاية الكتاب يعترف عبدالسلام ضعيف ضمنياً أنه كان يجب على طالبان تقبل عناصر المجتمع الاخرى و التعايش معهم و أن الحرب لن تفضي إلا للدمار و ليس لشيء اخر و انهم ما كانوا سيخسرون شيئاً لو انهم رضوا بأن هناك من هو مختلف عنهم و تعايشوا معهم. عندما بدأ الإخوان المسلمون في مصر و بمجرد فوزهم بالانتخابات بالكلام عن الجزية عرفت أنهم وقعوا في نفس خطأ طالبان، لا؟!
بواسطة : سعود العمراني
 3  0