×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
خالد ساعد أبو ذراع

كيف تمسي ثريا !
خالد ساعد أبو ذراع

اعتقد أنه لا يوجد شيء معنوي ومحسوس في هذه الحياة يضاهي كسب الأموال، لاسيما إذا كانت تلك الآلية لكسب الأموال تتم مداولتها بكل سهولة ويسر وبطرق مشروعة وبأقل مجهود يذكر.

ربما تظن أني أقصد بعض الأساليب غير مشروعة مثل المتاجرة بالمخدرات، أو حيازة السلاح وبيعه، أو التداول بالعملات الورقية عبر الانترنت!

لا ، ولكن سأقول لك الطريقة أسهل مما تتصور! لن أضعك في حيرة من أمرك، ولكن سوف أسهل لك الأمر قليلا ريثما تفهم ما أغزو إليه.

إن طبيعة تلك المهنة التي تضخ الأموال غالبا تكون موسمية!
ساعات العمل فيها أقل مِن أربع ساعات! معظمها في المساء! يجوبها فرح، وتارة يصاحبها صخب! ثم يحظى بنهاية العمل بوجبة عشاء دسمه!

من خلال استعانتي بالآلة الحاسبة تبين لدي أنه من يمتهن تلك المهنة تتراوح أجورهم بمبالغ لا تقل عن نصف مليون ريال سعودي ! خلال شهرين فقط !!
أي أنه في كل ساعة يستطيع أن يكسب ٢٥٠٠ ريال، وفي الشهر الواحد أكثر يحوز أكثر من ربع مليون!

وإذا أردنا أن نأتي بالنقيض ونذكر وظيفة أكثر رفعة، وأعظم منزلة، لأخذنا على سبيل المثال (مهنة التعليم) ! هب أن المعلم المبتدى يقبض في نهاية كل شهر ٨٠٠٠ ريال ، لو حسبنا مدة العمل يوميا لا تتجاوز ٧ ساعات، أي في كل ساعة يكسب ٣٨ ريال تقريبا.

إن الأرقام التي ذكرناها معا، لم تكن صادرة من نبع الخيال، وإنما حظين بها مطربات الزفاف أو كما يطلقون عليهن ( الطقاقات) !!
تذكرت شطر من قصيدة الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
وذو جهل قد ينام على حرير ... وذو علم مفارشه التراب.

لا أكترث إن كانت تلك الأعمال تستحق هذه المبالغ من عدمه، بقدر ما أتعجب في تهاوننا لرفع صغائر الأمور وعطائها أكبر من مستحقها معنويا واجتماعيا وماديا وتكون دعوة إلى المفاخرة والابتهاج! ، ونهضم العديد من الأشياء التي ترفعنا في الدنيا وفِي الآخرة!
بواسطة : خالد ساعد أبو ذراع
 8  0