×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالملك الحربي

ليلى "كذابة"!!
عبدالملك الحربي

ليلى لم يأكلها الذئب.. لأنه كان شرسا تحكمه لذة الجوع وتسيطر عليه الرغبة في القتل.. لأننا سمعنا القصة من طرف واحد ووجدنا جثة ( ليلى ) تتخضب بدمها وحكت لنا الجدة التي أصابها الزهايمر وهي في سن ( تقط خيط وخيط ) فكانت الرواية من طرف واحد!

انا تحدثت مع الذئب وحكى لي الرواية وهو على فراش الموت قال لي:
كنت أتابع الطرايد في الغابة سعيدا بما تأتي به الأقدار أبحث عن قوت يومي ثم أعود إلى عش الزوجية تنتظرني زوجتي بلهفة عاشق فأنام قرير العين وولدي في أحضاني إلى أن جاءت ليلة كنت قد قضيتها متابعا لفيلم تركي قديم يحكي قصة رومانسية مات البطل يدافع عن قضية عشقه في مواجهة مجتمع يرفض الإعتراف بالحب كفضيلة إنما يعده عهرا وقلة أدب!

يكمل الذئب الهرم روايته بعد أن تناول كأس ماء ليقاوم السعال: كانت ليلى تلتقط أرقام الهواتف من الغابه ( على العكس تماما من رواية الجدة انها ذهبت تحضر لها الفواكة ) استدرك الذئب قائلا: في الغابة لاتوجد فاكهة إنما وحوش تنتظر الفرصة للإنقضاض على الفرائس قلت لها: إلى متى وأنتي تمارسين الغواية وأنواع الخطايا دعينا نبني بيتا صغيرا وعائلة سعيدة وافقت ليلى بعد أن طمعت في قوة مخالبي وأسناني التي تفتك بكل الأعداء.

قضى الذئب ليلته عريسا في بيت الجدة وفي الصباح استيقظ ليجد ليلى وقد عادت إلى سيرتها الأولى حينها والحديث للذئب الهرم: لم أتمالك نفسي وقطعت بأنيابي جسدها الملوث بالخطايا فقانون الغاب يجيز لنا الإنتقام والدفاع عن كل شي!

حين رحلت من على سرير ( الذئب ) شعرت بحقيقة أن الذئاب مهما بلغ بها الجبروت هي كائنات حية تحب وتكره ولديها مخزون عاطفي كبير وأيضا شراسة وعنف حين تظلم أو يعتدى عليها.

( عبدالملك بن حامد الحربي )
بواسطة : عبدالملك الحربي
 1  0