×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نجلاء الجهني

النساء أكثر أهل النار ولكن!
نجلاء الجهني

النساء أكثر أهل النار ولكن!

لا يخفى على أحد مدى تكريم الإسلام للمرأة وكيف رفعها من أحط منزلة إلى أعلى منزلة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الكثير من الناس يفهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بطريقة خاطئة تسيء للمرأة حتى أصبحت شائعة على ألسنة الرجال ويعيرون نساءهم بها عند الغضب مثلاً يقولون أنتن ناقصات عقل ودين، إن كيدكن عظيم، أنتن خلقتن من ضلع أعوج، أنتن أكثر أهل النار على الرغم أن كل هذه الأحاديث في الحقيقة لا تسيء للمرأة لا من قريب ولا من بعيد لذلك فكرت أن أصحح بعض المفاهيم المنتشرة بين الناس وسوف تكون بدايتي مع حديث، "رأيتكن أكثر أهل النار"، وهذا الحديث رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن: وبم يا رسول الله ؟....) رواه البخاري
ما هو السبب؟! هل النساء يقترفن الذنوب والآثام أكثر من الرجال؟
قد يتخيل بعض الرجال أو حتى بعض النساء أن السبب عائد لكثرة الذنوب والمعاصي مع أن المرأة أغلب وقتها في بيتها ترعى أطفالها وزوجها وتبذل عمرها وصحتها في سبيلهم دون أن تشتكي لأحد ملتزمة بصلاتها وصيامها وقد تكون أكثر التزاماً من زوجها ولو فكرت لوجدت أن الرجال أكثر جرأة على ارتكاب المعاصي من النساء وهذا واقع نراه بأعيننا لا يحتاج دليلاً، إذن يا رسول الله ما السبب ؟ .

نكمل الحديث السابق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن: وبم يا رسول الله ؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير) رواه البخاري.

إذن عندما أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سؤالهن لم يقل لأنكن ترتكبن الكثير من الذنوب والآثام أو لأنكن أكثر جرأة من الرجال على ارتكاب المعاصي بل حدد ذنبين فقط لكثرتهن في النار وهو الغالب فيهن الأول كثرة اللعن، واللعن هو الدعاء على شخص بالطرد من رحمة الله وهذا محرم شرعاً والسبب الثاني هو كفر العشير، وكفر العشير يعني إنكار فضل الزوج وإحسانه وهذا بلا شك ظلم عظيم وله أثر عميق في نفسية هذا الزوج الذي يسمع هذا الجحود لفضله وإحسانه، فالزوج يعمل ويبذل جهده وحياته من أجل أن يؤمن حياة كريمة لزوجته وأبنائه فإذا حدث خلاف بسيط بينها وبينه قالت له لم أرَ منك خيراً، وقد أوضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر وهو ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل: يكفرن بالله ؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط.) رواه البخاري.

ولأن أغلب ذنوب النساء تكون في اللعن وكفر العشير حذرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذين الذنبين وأمرهن بالصدقة لتكفير ما قد بدر منهن
السؤال المهم الأن هل الرجال أكثر أهل الجنة؟.

قد يتبادر لذهن الكثير من الناس سواءً أكانوا رجالاً أم نساءً بأن أكثر أهل الجنة الرجال وبتحليل بسيط بما أن النساء أكثر أهل النار إذن الرجال أكثر أهل الجنة في الحقيقة هذا التحليل خاطئ تماماً لأن أكثر أهل الجنة النساء، وما يدل على ذلك ما رواه ابن سيرين رضي الله عنه قال "اختصم الرجال والنساء: أيهم أكثر في الجنة؟ وفي رواية: إما تفاخروا، وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فسألوا أبا هريرة، فاحتج أبو هريرة رضي الله عنه على أن النساء في الجنة أكثر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم) : إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء، لكل امرئٍ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب) رواه مسلم .

ويشرح لنا الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث ويقول: (والعزب من لا زوجة له والعزوب البعد وسمي عزباً لبعده عن النساء قال القاضي ظاهر هذا الحديث: أن النساء أكثر أهل الجنة وفي الحديث الآخر أنهن أكثر أهل النار قال فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم، قال: وهذا كله في الآدميات وإلا فقد جاء للواحد من أهل الجنة من الحور العدد الكثير)،،، شرح صحيح مسلم لنووي ج17 ص 171-172.

فتصور عزيزي القارئ أن لكل رجل في الجنة زوجتين من نساء الدنيا أي أن عدد النساء في الجنة ضعف الرجال هذا أقل تقدير ولا تنسَ أنه يوجد من الرجال من هو متزوج في الدنيا من ثلاث أو أربع نساء وهن زوجاته أيضاً في الجنة قال تعالى (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) الرعد 23 وبهذا تزيد نسبة عدد النساء في الجنة عن عدد الرجال بأكثر من الضعف.

وعن سبب أكثرية النساء في النار وفي الجنة يقول العلامة ابن تيمية رحمه الله: (لأن النساء أكثر من الرجال إذ قد صح أنهن أكثر أهل النار وقد صح لكل رجل من أهل الجنة زوجتان من الإنسيات سوى الحور العين وذلك لأن من في الجنة من النساء أكثر من الرجال وكذلك في النار فيكون الخلق منهن أكثر.)،،، الفتاوي 6 432 .

وقال الحافظ العراقي رحمه الله في رواية له: (اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر؟ فسألوا أبا هريرة فذكر حديث ( لكل واحدٍ زوجتان) فإذا خلت الجنة عن العزاب وكان لكل واحدٍ زوجتان كان النساء ضعفي الرجال ويعارضه الحديث الآخر: ( إني رأيتكن أكثر أهل النار) وفي الحديث الآخر: (اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء) وكلاهما في الصحيح والجمع بينهما أنهن أكثر أهل الجنة وأكثر أهل النار لكثرتهن.) كتاب طرح التثريب
إذن على حسب أقوال العلماء أن سبب أكثرية النساء في النار وفي الجنة هو أن الإناث أكثر من الذكور في الخلق لكن هل يوجد دليل من أحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت ذلك ؟ .

نعم يوجد وهو ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لأحدثنكم حديثاً لا يحدثكم أحد بعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةً القيم الواحد.)،،، رواه البخاري .

بمعنى أنه سيكون في آخر الزمان عدد الرجال بالنسبة للنساء واحد على خمسين دعونا نفترض لو دخل رجل النار وثلاثة نساء بهذا يكون عدد النساء أكثر أهل النار ومن ناحية أخرى لو دخل رجل الجنة و47 امرأة أيضاً النساء أكثر أهل الجنة.

إذن النساء أكثر أهل النار على حسب ما قال نبينا صلى الله عليه وسلم بسبب ذنبين غالبين فيهن وهما اللعن وإنكار فضل الزوج وإحسانه وليس كما يتصور البعض بأنهن يرتكبن الكثير من الذنوب والآثام أو أنهن أكثر جرأة من الرجال على المعاصي.

والنساء أكثر أهل الجنة على حسب ما روي عن نبينا صلى الله عليه وسلم ولم لا ونحن نرى أن كثيراً من النساء أكثر التزاماً من الرجال في الكثير من أمور الدين ويواظبن على النوافل وقيام الليل ويكثرن من الصيام ونراهن يسهرن على راحة أبنائهن وأزواجهن والكثيرات منهن صابرات على الفقر وعلى ظلم الأزواج
وسبب أكثرية النساء في النار وفي الجنة كما قلنا هو أن الخلق منهن أكثر من الذكور .

وإنه لمن المؤسف أن ينتشر بين الناس حديث النساء أكثر أهل النار ويتم إخفاء أو تجاهل حديث أكثرية النساء في الجنة مشكلتنا أن الخطاب الديني في هذا الزمن مبني على الترهيب والتخويف مع أن الواجب شرعاً أن يوازنوا بين الترهيب والترغيب وبين الخوف والرجاء.

بواسطة : نجلاء الجهني
 7  0