×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور زيد بن محمد الرماني

البيئة قضية تربوية في المقام الأول !!
الدكتور زيد بن محمد الرماني

البيئة قضية تربوية في المقام الأول !!

إن قضية البيئة قضية مشتركة التخصصات ومشتركة العلوم، يهتم بها علماء الشريعة، وكذا الطب، والسياسة، والاقتصاد، والتربية، وعلم النفس، والقانون، والإعلام والسياحة، والزراعة، والصناعة، كلٌّ من جهة تخصصه، بل إن هناك فروعًا متخصصة أخرى ظهرت حديثًا، مثل: علم الاجتماع الحضري والريفي والصناعي، وعلم الحياة الاجتماعي، وعلم الجغرافيا السلوكية، وعلم التخطيط للترفيه، وقضاء أوقات الفراغ - ذات علاقات متشابكة مع قضايا البيئة، كما تتصل قضية البيئة اتصالاً مباشرًا اليوم بقضية أخرى مهمة وحيوية هي قضية التنمية الشاملة، والتنمية الشاملة - كما هو معلوم - تهتم بتنمية الجوانب الاقتصادية، والبشرية، والاجتماعية، والسياحية، والزراعية، والثقافية والريفية، والإنسانية بشكل عام.
إن تلوّث البيئة والاعتداء عليها وتدميرها وتصحّرها نتيجة لصنع الإنسان وفِعْله وجَهْله وتجبُّره.
ولأن قضية البيئة قضية تربوية سلوكية في المقام الأول، كان لزامًا أن تهتم الدول والحكومات بحماية البيئة، والحفاظ عليها من التلوّث والاستنزاف، والتصحُّر والتدمير والفساد.
ومن ثمّ فإن الحاجة ملحة وماسة لعلم نفس بيئي، يُعيد للإنسان توازنه وللبيئة حقها المسلوب، وللمجتمع هدوءه واستقراره، وللتنمية ديمومتها وتقدُّمها.
إن علم النفس البيئي فرع جديد من فروع علم النفس الحديث، ظهر من جراء تزايد الاهتمام بالبيئة وما يكتنفها من التلوث والتدمير والعدوان، وما أصابها من عبث وإفساد.
إن علم النفس البيئي يتعامل مع العلاقة المتبادلة والتأثير المشترك بين الإنسان وبيئته، وهو محاولة علمية للمساهمة في حماية البيئة، وحل مشكلاتها المتزايدة، وتتضح هذه الحقيقة من كون معظم المشكلات البيئية هي في الواقع من صنع الإنسان.
ومن أبرز الشعارات والنداءات التي ينبغي أن يتبناها علم النفس البيئي المنشود:
1 - حافظ على بيئتك نظيفة.
2 - لا تجلس فوق الحشائش الخضراء.
3 - لا تقطع هذه الزهور.
4 - لا ترمِ النفايات في الطريق العام.
5 - لا تترك الطعام مكشوفًا.
6 - لا تلوّث المجاري المائية.
7 - في مقاومة الذباب حفاظ على الصحة.
8 - حافظ على سيولة حركة المرور.
9 - لا تسرف في استخدام الطاقة.
10 - البيئة علم وسلوك.
فمن الأفضل أن تكون هذه الإرشادات مكتوبة أو مسموعة، وينبغي أن تكون الملصقة أو الشعار أو النداء واضحًا وسهلاً ومعبرًا عن إدراك الناس وفَهْمهم، ومن المناسب أن تكون النصائح سهلة قابلة للتنفيذ.
إن وجود البيئة نفسها نظيفة ومنظمة وسليمة يُعد باعثًا على السلوك الإيجابي نحوها، وكذلك القدوة ووجود الناس الذين يحافظون على نظافة البيئة يدفع الآخرين إلى تقليدهم.
والحقيقة التي نؤكّدها أن قضية المحافظة على البيئة وحمايتها وتجميلها وتحسينها واستغلالها - قضية تربوية في المقام الأول؛ ذلك لأن القانون، ومهما شدّد من العقوبات، فإنه لا يستطيع أن يراقب الإنسان في كل خطواته وهو داخل منزله، أو داخل غرفته، أو في عمله أو في الحدائق العامة، أو في المتنزهات.
إنّ علم النفس البيئي لا يضع حدًّا فاصلاً بين البحث التطبيقي، والبحث العلمي الأكاديمي أو البحث النظري؛ لذا فإن هذا العلم يستهدف من وراء بحوثه حل مشكلات واقعية وحقيقية تجابه المجتمع في الوقت الراهن، مثل: مشكلة التلوّث أو الزحام أو التصحُّر.
بَيْدَ أن تعديل السلوك المدمّر أو الضار بالبيئة لا يهم أصحاب تخصص علمي أو مهني بعينه، وإنما يهم جميع أبناء المجتمع قاطبة، وخاصة بعد أن تفاقمت مشكلة تلويث البيئة وهدمها وتدميرها، والاعتداء عليها، فهي قضية المجتمع كله؛ أفرادًا وجماعات، وهيئات ومؤسسات، وإدارة وحكومة؛ إذ هي قضية مجتمعية وطنية.

بواسطة : الدكتور زيد بن محمد الرماني
 0  0