×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

إرعدي ياسحابة

كنت في إحدى رحلاتي إلى منطقة عسير وعندما نزلت من الطائرة هالني منظر السحاب ،وكان هذا السحاب يهز وجداني ويثير دهشتي ويسافر بأحلامي وأتأمل في السماء ،فيضطرب شوقي ويزيد حبه في قلبي ،ونظرت حولي فرأيت الوجه هاشة باشة وترقص فرحا في عرس الطبيعة البهيه.
تذكرت ساعتها كلمات الامير الشاعر خالد الفيصل :
أحب آسافر مع سحاب تعلى
وأحب فوق الغيمة لمع البروق
فقلت أيها الجميل البخيل لماذا لاتزور بلدتي إلا من الحول للحول ؟ولماذا الدجن القصير ؟ أفلا حملتي أشواقيإلى مدينتي وأهلي وأولادي
ثم كنت للصدفة أواصل رحلتي إلى سودة عسير فأزددت بهجة إلى بهجة .وأمعنت النظر مرات ومرات في السماء الملبدة بالغيوم ،وأخذت أتأمل السحب وإنتشارها وكثافتها وصلابتها وألوانها .فقلت سبحان الله ما أجمل هذا المنظر البديع أفلا نكون مثل هذا السحاب نحمل الخير لجميع الناس ،فالسحب مهما اختلف لونها وكثافتها وصلابتها فهي لاتحمل الا الخير ولاتنشر إلا شعور البهجة والفرحة إذا لماذا ننافق ونكذب ونغتاب الناس ؟
لماذا لانكون مثل هذا السحاب لايحمل إلا الخير وقطرات المطر .
ثم تأملت في هذه السحب وإنتشارها وألوانها مابين الأبيض والأسود .
وتأملت لمعان البروق الخاطفة ،وسمعت مدافع الرعود الهادرة .
فقلت سبحان الله ماأشبه هذه السحب بأجناس الناس ،فهم معادن ونفائس فيهم الغالي والرخيص ومنهم مثل سحابة الصيف لايستفاد منها وسرعان ماتزول ومنهم من له بريق خُلب بريق الماس ولمعان السيوف يبهرك بلمعانه ويبقى لمعانه دائما يبرق على مدى الدهر مثل الذهب والألماس .
ومنهم من أول لمسة له تكتشف زيف هذا اللمعان ويظهر اللون الباهت الرخيص .
ثم سألت نفسي لماذا نحن هنا ؟
فقلت نجتمع لنضع سياسات وإجراءات العمل ،قلت أهذا يكفي ؟
ثم إستدركت أننا جئنا من الشرق والغرب والشمال والجنوب وإجتمعنا من كل حدب وصوب .
ثم دققت النظر في وجوه زملائي فوجدت منهم الفرح والحزين ومنهم من لاتظهر على وجهه أي سمه .
فقلت سبحان الله ماأشبهنا بهذة السحب تجتمع من كل مكان ثم تلتقي مع بعضها ثم ترعد وتبرق وترسل خيراتها وتغطي الأرض بالندى والجمال والنبات والنسيم والروائح والخزام أفلا يكون إجتماعنا لنشر الخير للبشرية.
أفلا نجتمع لنرتقي بأخلاقنا لتلامس عنان السماء كما السحب كما السحب كما السحب ....
بواسطة : صدى تبوك
 9  0