×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد بن محه غويدي

ما لم تَرَ في توفيق السديري ..!
محمد بن محه غويدي

ما لم تَرَ في توفيق السديري ..!


كانت ولا زالت جميع الشعوب والأمم تسعى لترتقي بشعوبها علمياً و ثقافياً وتقنياً ومواكبتها للحياة بتغيراتها ونهضتها . فنرى الازدهار والتنافس قائمٌ على أشده ، والتطلعات والآمال مستمرةٌ لآماد .

وعلى رأس الهرم وهو أساسه ولُبُهُ هو التمسك بعقيدة وكيان الأمة ، ففي كُل نفثٍ إعلامي لأي مجال من مجالات العلوم نجد مُتبني هذا الفن وهذا العلم يبرز بأي شكلٍ من الأشكال ما يدين به وما كان له دافعاً ووقوداً ليكمل مسيرته ونجاحاته ..

وعلى هذا الأساس فليس هناك من مُحرك ولا من وَقود يستمد منه الفرد والجماعات والأمم قوته وقوتها ولا حصن يكون له منيعاً مثل الدين الإسلامي . الذي ما مِن شيء فيه منفعةً للبشرية إلا وقد حثنا عليه ، ودعا لأن يكون لك حظاً منه حتى في الدلالة عليه .. فكيف بمن إنبرى وكان لهم نبراساً يُشِعُ وهجاً لينير للقاصي والداني ، ولمن كان له حظاً في التعليم ممن لم يكن له وافر الحظ والنصيب في التتلمذ .. فالدال على الخير كفاعله .

سأوجه الضوء على عَلَمٍ في رأسه نارُ ! كما قالت الخنساء بتصرف :

وَإِنَّ تَوفِيقَاً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

أو كما قال العشاري :
مصباح فَضل لِذا تَهدى الأَنام بِهِ

كَأَنَّهُ علم في رَأسه نار
بَدر أَضافت بِهِ الأَكناف وَابتهجت

فَفي مَسالكها نور وَأَنوار



كيف لا يكون وهو حالياً نائباً لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد . الدكتور / توفيق بن عبد العزيز السديري .

حاصل على درجة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى حول موضوع (الدعوة في مجتمع الأقليات المسلمة في أوربا)

عام 1421هـ - 2000 م .

حَنكته الأيام فَعَمِلَ في مجالات وطنية عدة ونثرَ لنا فيضاً من غيض مما يكتنزهُ من معارف وجهد فكري وعملي فلهُ إصدارات منها :

1. الإسلام والدستور .

2. مُشكلات الدعوة إلى الإسلام في مجتمع الأقليات المسلمة في أوربا وسبل علاجها .

3. توجيهات للأئمة والخُطباء .

4. من أصول الدعوة .

5. التوحيد وأثره في تحقيق الأمن .

6. الرحمة خُلُقٌ دعوي وقيمة إسلامية .

وما زال ينبض بالمسؤولية التي ألقيت على عاتقه ، فما فَتِئَ ولو مقدار أُنملة إلا مشاركاً وداعياً وحاثاً على التمسك بعقيدتنا شكلاً ومضموناً .

شاء ربي سبحانه؛ أن تجمعني به في منطقة تبوك . تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير / فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك في برنامج " أُسرة آمنة" .

وكم أنا شَغُوفٌ لأن تتكرر مثل هذه اللقاءات والبرامج التنموية ، فمن المُحال أنْ يخرج حاضرها خاليَّ الوِفاض .

وكأن المتنبي يتكلم على لسانه فيقول :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعتْ كلماتي من به صَمَمُ

رأيت فيه رجلاً ذا حكمة ، لم يغيره المنصب بل زاده قُرباً من الناس وتلمس ما يؤثر عليهم من تغيرات الحياة . فتجدهُ مُتحدثاً لَبِقاً مِلءُ فِيه ، مستمعٌ بِكُلِ حواسه . مهتم ولا زال كذلك بملف الإرهاب فله عنايةً خاصةً من معاليه . أُسرت بما وجدت منه والحديث ذو شجون ...

سألت عنه فضيلة مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بتبوك الشيخ/ محمد بن عبد الحميد السميري فقال : " عرفت توفيق السديري قديماً وحديثاً ، عرفته وكيلاً للدعوة ولم يزده منصبه الجديد إلا تواضعاً وحسن إدارة ، متواصل جيد مع كافة الفروع ، وجدته مُهتم لما يُطرح من مواضيع في اجتماعاتنا الدورية ويهتم بالنقاط التي تُطرح ، فتجدهُ مثلا:

يستعرض بعض النقاط التي طُرحت في الاجتماع الماضي والذي قبله .. ويسأل : ماذا حدث في الموضوع الفلاني ؟ ؛ باختصار شديد :

الرجل المناسب في المكان المناسب " أ.هـ

كان من ضمن المشاركين في مؤتمر (دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات) ، المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة في 12 مارس 2017 م .

تحت رعاية الرئيس المصري / عبدالفتاح السيسي ، وبحضور عدد من سفراء الدول الإسلامية والعربية والأجنبية في مصر . ناقش المؤتمر سُبل التصدي للإرهاب والتطرف الفكري ، ودور القادة السياسيين والبرلمانيين والإعلاميين والدينيين في نشر السلام بين الشعوب ومواجهة الإرهاب ، ودور المنظمات الدولية في نشر ثقافة السلام .

فكان مما نوه به معاليه في هذه الجلسة " مطالبته بتكاتف الجهود سياسياً وفكرياً وأمنياً ودينياً للتصدي للفكر المنحرف " .

أضف إلى العديد من المشاركات العديدة التي كانت له فيها مساهماته البناءة ..

حريصٌ كل الحرص من خلال توجيهاته للأئمة والخطباء بضرورة توعية أهل الحي بالحقوق الشرعية والآداب الإسلامية ، وإنقاذ المجتمع وتبصيرهم بما يحاك ضدهم من أعداء الملة والدين ويكشف لهم الضلالات التي تعتقدها الفرق الضالة ، وبيان حقوق ولاة الأمر عليهم . مع بيان أن القدوة الحسنة هي أنفع الوسائل وأقربها للنجاح .

وما زالت تَطرقُ أُذني تلك الكلمات التي أشاد بها فضيلة مدير مركز الدعوة والإرشاد . الشيخ/ علوان بن سليمان الحربي قائلاً :

" أقول لك باختصار !! : كم هو جميل وجميل جداً أن تعمل تحت إدارة هذا الرجل الذي يُشعرك أنه زميل لك ، يضع لك اقتراحات غائبة عن الذهن بطريقة مميزة لا يُشعرك أنها أمرٌ أو ما شابه ، بل وكأنه يشاورك ليستمع منك " أ.هـ

وما زال يثري الساحة الدعوية والإعلامية بعدد من البحوث والمقالات في مجالات الإدارة والفكر وقضايا الإرهاب والجماعات الإسلامية .

وكما هو كما أسلفنا أن ديننا هو الحصن الحصين ومقدساتنا هي أغلى ما نملك حيث نُضحي من أجلها بالغالي والنفيس ، كانت له وقفته مع جنودنا البواسل ومؤازرتهم إزاء ما ينافحون عن هذا الدين ثم الوطن . فنجد زيارته لهم وللمصابين في الحد الجنوبي أو رجال أمننا الذين يكفون أيدي العابثين في ترويع الأمنين والعبث بمقدرات الوطن ، فأذكر شيئاً مما قاله لهم تمنيت حينها أن أكون جندياً لهذا الوطن فما قاله من إشادة بمثابة "وسام" يفتخر به - لا سيما مما يناله جنودنا من أجر وتضحيات وثناءً عَبِقاً من ولاة الأمر والمسؤولين - .. قال السديري :

" أن ما يقومون به من تضحيات إنما هو صورة ابن المملكة العربية السعودية ومواطن المملكة العربية السعودية الذي يقف فداءً لوطنه فداءً لعقيدته فداءً لهذه البلاد الطاهرة المقدسة ، وهو يقدم هذا يضع نفسه درع ليس فقط للمملكة العربية السعودية ؛ إنما للبلاد الإسلامية كلها ؛ لأن المملكة تحتضن الحرمين الشريفين ، مَنْ تحمي الحرمين الشريفين ، وقادتها هم خدم الحرمين الشريفين ، ونحن في المملكة العربية السعودية من عسكريين ومدنيين نقف صفاً واحداً مع ولاة أمرنا كُلٌ في مجاله متكاتفين في هذه الأزمة وكُل أزمة تمر بها هذه البلاد ، وما رأيته من معنويات مرتفعة لإخواني الذين زرتهم شيء يشرف ، الكُل منهم مُتلهف للعودة للميدان مع زملائه . وهذا ما عهدناه في الجندي السعودي وأبناء المملكة العربية السعودية " أ.هـ نُشر في لقاء تلفازي

وإنه لمن دواعي السرور ولما يُثلج الصدر أن تجد مثل معالي الدكتور/ توفيق بن عبد العزيز السديري . يقف بكل مسؤولية لما أُوكل إليه من قادتنا ..

والله نسأل أن يمد ولاة أمرنا بكل ما فيه خير للعباد والبلاد ، وأن يديم علينا الأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين .


بواسطة : محمد بن محه غويدي
 0  0