×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

ما الذي يحدث في ديار العرب
طلال مجرشي

ما الذي يحدث في ديار العرب


ماذا يحدث في عالمنا العربي!! ، القتلى بالملايين ، وعدد المهجرين بالملايين ، والدمار عم مدن بأكملها في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، وتتدخل أكثر من ستين دوله بقواتها العسكرية تدخلا مباشرا في هذه الصراعات ، كل ذلك يحصل من سنوات في هذه المنطقة التي كتب لها أن تكون فرس الرهان لكل القوى المتصارعه على هذا الكوكب ، فموقعها الإستراتيجي وثرواتها الطبيعية وأهميتها الدينية لجميع الأديان السماوية كان كفيلا بأن يجعلها في عين العاصفة ومحط أنظار وأطماع الجميع ، وبعيدا عن إسرائيل ، فالفوضى تعم أطراف وأسوار هذه الدولة اليهودية إلا أننا لم نسمع يطلقه طائشه أو تكفيري بحزام ناسف أو حتى سيارة مفخخه تقترب من ذلك الكيان المغتصب للأرض والمقدسات والنار مشتعلة في كل مكان بالمنطقة ولم تسلم دوله أو دويله إلا وضربها الإرهاب أو مر من على أراضيها أو جند من خلالها حتى وصل إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا ولم يجرؤ ذلك الإرهاب المساس أو إزعاج الكيان الصهيوني ، حتى الحركات الإرهابية التي تدعي الجهاد وإقامة أمر الله لم تتعرض لها رغم أنها تقتل الأطفال والنساء في غزه وتهدم وتعتقل وتسحل أهلنا في فلسطين ، بماذا يمكن أن نفسر هذه الأوضاع التى من المؤكد أنها لا تتم بمحض الصدفه إلا لدى من لا يريد أن يرى وهج الشمس في وضح النهار . ولا يهمنا ما يحصل حولنا إن كان يفعل فاعل أو لا بقدر ما هو هل استوعبنا الدرس أم ما زلنا نحتاج المزيد كي توقظ فينا ما تبقى من إحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع والدين ، ما يحدث في سوريا أمر بالغ الخطورة ، وصل عدد القتلى تقريبا نصف مليون وخمسة ملايين مهاجر خارج البلاد وثمانية ملايين نازح داخل سوريا وعمليات تفريغ مدن بأكملها من السكان وإحلال آخرين من طوائف معينه في أكبر كارثه إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية ، وأخرج العرب من المعادلة خروجا نهائيا ولم يعد لهم دور في اللعبة السياسية القائمه ، ثم هاهم يخرجون من الساحة في ليبيا ، والعمل جاري على قدم وساق بإخراجهم من اللعبة في اليمن مع قادم الأيام وسيخرجوا أيضا ، ويتكرر سيناريو العراق تلك الغلطة الاستراتيجية التي أقر بها العرب عندما تركوه فريسة للتوسع الفارسي الذي نكتوي منه الآن ، فبلاد الشام اليوم ستكون محطة مهمة في تاريخ المنطقة وهذا ما يفسر التكالب الأممي في إيجاد حل توافقي يرضي مصالح الجميع في سوريا . لذلك يجب إعادة النظر وتقييم الأوضاع الراهنة على أرض الواقع واتخاذ خطواط جريئة ومدروسة تسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا البلد المنكوب ، ناهيك عن ما يصوره الإعلام اللبرالي أن الصراع ما هو إلا صراع بين روسيا والولايات المتحدة ويعموا أعين الشعوب عن الحقيقة المرة والأهداف المعلنه باستهداف عقيدتهم ودينهم وثقافتهم الإسلامية . فالامة اليوم على مفترق طرق فإما تكون أو لا تكون ولم تعد الأمور تتعلق بالمصالح المشتركه ولا الحقوق المدنيه فقط ، بل هي حرب إستئصال ومعركة سيطرة وتحكم وقوة ونفوذ ، صحيح أنه لا يخفى على أبسط متابع أن الحكومات العربية لم يعد تملك ما تستطيع تقديمه لشعوبها في مواجهة تطلعات وهيمنة القوى الانبريالية بسبب فارق القوة والإمكانية مقارنة بالغرب المتعجرف وأصبحت المسافة تحتاج إلى عقود من الزمن للحاق بركب القوى المتسلطه ولكن الرضى والتماشي مع هذا الواقع سيصبح أكثر انهزاميه وأكثر ضعفا خاصة ونحن نرى تساقط الدول العربية في أتون الصراعات والفتن تتوالى ولم يعد هناك من هو بعيد عن هذا الواقع المرير .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وأجمع بين قلوبهم ..






Mj0000talal@
بواسطة : طلال مجرشي
 2  0