×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي

"القدس".. مهوى أفئدة المؤمنين
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي

ارتبطت القدس بالأديان السماوية وأصبحت مهوى أفئدة المؤمنين كافة ، ولكنها ارتبطت بالإسلام والمسلمين خاصة من خلال المكانة التي أحتلتها في العقيدة والتاريخ الإسلامي وتراث المسلمين منذ خف إليها أمير المؤمنين عمربن الخطاب عام (١٥) هـ ، ليتسلمها من أهلها قاطعا على نفسه عهد الله بشهادة خالد بن الوليد ، وعمر بن العاص ، وعبدالرحمن بن عوف ، ومعاويه بن أبي سفيان بأن يصون أنفسهم ، وأموالهم ، وكنائسهم ، ورعي حقوقهم ، وقد سمى البلاذري هذا ( الفتح اليسير ) وبذلك بدأت مرحلة جديدة من تاريخها بقيت خلاله فلسطينية عربية ، ومنذ ذلك اليوم والمسلمون يحتضنون المدينة المقدسة احتضان الأم لوليدها ، ويحنون عليها حنو المرضعة على فطيمها حتى احتلها اللنبي في أواخر عام ١٩١٧ م ومكن الصهيونية من غزو فلسطين ، واغتصاب جزء من مدينة القدس عام ١٩٤٨ م ، ثم احتلال اسرائيل القدس الشرقية عام ١٩٦٧م ، وبدأت المدينة عهد من معانات الإحتلال ومقاومته وتحول هذا الجزء الثمين من تراث الإنسانية نتيجة الاحتلال الإسرائيلي إلى مدينة عصرية تشبه مدن المتربول الأمريكية والأوروبية مما أثر على روحانيتها وعروبتها ، وقد تناست أمريكا الوضع القانوني لمدينة القدس المنصوص عليه بالقرار (١٨١) لسنة ١٩٤٧ واصدر رئيسها قراره بنقل سفارته الى القدس لذا يجب على العالم المتحضر بأسره أن يعرب عن رفضه للإجراءات التي اتخذها الرئيس ترامب ، لأن الإدارة الأمريكية بهذا الإجراء سائره في غيها وماهذا إلا مقدمة لإجراءات أخرى لطمس القضية الفلسطينية ، وعلى مجلس الأمن التحرك الفوري ومطالبة أمريكا باحترام قراراته الصادرة حول مدينة القدس عام (١٩٦٧)م واحترام وضع القدس بصفتها أقدس مكان للديانات الثلاث في العالم المسيحية ، اليهودية ، الإسلام ، واتخاذ الخطوات الفعلية للحماية والمحافظة على البعد الروحي والديني للأماكن المقدسة وابقاء الموقف تحت إشرافه المباشر ، كما أن الأمر يتطلب من العالمين العربي والإسلامي الوقوف بحزم لثني أمريكا عن تفعيل نقل سفارتها إلى القدس ، والتخلي عن المواقف المائعه المقتصرة على اصدار بيانات الشجب والاستنكار لأن التفريط بهذه المدينة المقدسة هو تفريط بأقدس مقدسات المسلمين وحرمان من ممارسة شعائرهم الدينيه التي كفلتها جميع الشرائع والقوانين وخطر على المقدسات في مكه والمدينة وأفتئات الأوقاف الأسلامية لايمكن أن يصبر عليها المسلمون مهما تذرعوا بالحكمة وضبط النفس ويجب افهام شعوب العالم غير الأسلامية ماذا تعني القدس بالنسبة للمسلمين عموما والعرب خصوصا وهذا التفهم يساعد على تجنب دفع الامور الى مالا يحمد عقباه حين تطرح او تفرض الحلول التي تمس عقيدة المسلمين وتهدر حقوق الشعب الفلسطيني تلك الحقوق التي يتمسك بأسترجاعها مليار ونصف من المسلمين
‎إن القدس اليوم تناشد العرب والمسلمين وتذكرهم بأن النضال الذي ينطلق من الإيمان بالله من أجل انتصار الحق والعدل هو الجهاد في سبيل الله ، والموقف يدعو كافة المسلمين إلى أداء هذه الفريضة بالنفس والمال ليجدوا ماتحمله من معنى انساني عظيم .


‎عضو مجلس المنطقة
‎اللواء المتقاعد
‎عبدالله بن كريم بن عطية
بواسطة : عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي
 0  0