×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صدى تبوك

جنود الصباح و المساء.. تحية

في إحدى الروايات يقول أحد الناجين لمنقذيه (أنا لا أملك قبعة فأعيروني قبعاتكم لأرفعها لكم)..
و في الوقت الذي نتخلق فيه حول المدفأة لنتناول الفطور مع أطفالنا و الاستمتاع بدفء قهوة الصباح هناك من ينفث البخار و يكابد البرد القارص في تقاطعات الشوارع و منعطفاتها ليؤمن لنا و لأولادنا الوصول الآمن للمدارس و دوائر العمل..
ينتشرون بعيد الفجر بتنسيق متقن و خطة مسبقة على محاور الحركة و نقاط الإكتظاظ الرئيسية لضمان انسياب الحركة و تنظبمها لمنع الصعوبات التي يسببها المخالف و المستهتر و العابث بجواله و المتعكر مزاجه و ما أكثرهم في الصباح ..و كم تكبد جنود المرور الأشاوس من إصابات بل و من أرواحهم أحياناً بسبب سائق طائش لم يُعر اهتمامه لرجل المرور المتواجد لأداء عمله ..
و علاوة على ضعف الوعي المروري في مجتمعنا فقد فاقمت التحويلات التي سببتها المشاريع المتعثرة من صعوبات عمل رجال المرور ، و لكنهم رغم ذلك يقومون بمهامهم بشكل رائع نشاهده كل صباح في تبوك و من الملاحظ أن مدير المرور بنفسه و كبار قادته في مقدمة المتواجدين في الميدان صباحاً .. في الوقت الذي يعتبر ( بعض ) مدراء الدوائر الحكومية تأخرهم بالحضور عن موظفيهم ساعة أو ساعتين ميزة لهم أو ربما حقاً مكتسباً..
و ما إن تنتهي ساعات ذروة الإزدحام الصباحي حتى ينطلق رجال المرور إلى مكاتبهم و مهامهم ليعاودا الإنتشار في ساعات الخروج من الدوام و المدارس ..
هم مواطنون مثلنا و لدى كثير منهم أطفال يتصرفون لتدبير طريقة لإيصالهم للمدارس إما باستئجار سائق أو عن طريق قريب و ذلك ليؤمنوا لأطفال غيرهم سلامة الوصول لمدارسهم ..
نعلم أن هذا عملهم لكنهم في تبوك أتقنوه بتميّز و قاموا به على أتم وجه ، و لولاهم لأصبح الوصول للعمل و المدرسة مجازفة حقيقية .. لذا فمن حقهم علينا الإشادة بجهد يستحقون عليه التحية و لهم نرفع القبعات و الأيدي إجلالاً و عرفاناً..

م/ عبد الله أحمد الحويطي
الكلية التقنية بتبوك
بواسطة : صدى تبوك
 0  0