×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

حاجة المجتمع للأمن الغذائي
نواف شليويح العنزي

أنت ما تأكل و ما تأكل هو أنت ؛ هذه مقولة تتردد في الأوساط العلمية المهتمة بغذاء وصحة البشر ، ومضمونها يؤكد على أهمية الغذاء الآمن ودوره في استمرار نشاط وتأدية الإنسان لمهامه وواجباته اليومية ؛ إذ هو منبع الطاقة والحيوية والصحة ومقاومة الأمراض والجراثيم المسببة لها ، وأول ما يمكن أن يتبادر للذهن عند قراءة أو سماع مفهوم الأمن الغذائي بأنه يعني فقط توفر الغذاء الكافي المعتاد تناوله لكل من يحتاجه ، وبجميع أوقات الوجبات الأساسية على اختلاف عوائد المجتمعات وتنوع أمزجتهم وأذواقهم ، وفي هذا الاعتقاد جوانب قصور كثيرة فلا يتوقف الأمن الغذائي على وجود الطعام بشكل يومي وبوجباته المحددة بل أن الأمن الغذائي مفهومه يشمل مدى توفر السعرات الحرارية الكافية ، واحتوائه على نسب محددة من الأملاح والمغذيات الضرورية ،وخلوه من الإشعاعات الضارة و نقائه من جميع أنواع السموم التي قد يكتسبها الغذاء أثناء عمليات رش المزروعات قبل عمليات الجني والحصاد في المزارع ، وانخفاض كمية الدهون المشبعة في الحصص الغذائية المعتاد تناولها يوميا، و انعدام تواجد الجراثيم الضارة على كميات الأطعمة وهذا يتحقق بتوافر ظروف صحية وبيئية للأغذية في مراحل إنتاجها وتخزينها ونقلها وإعدادها وتقديمها للمستهلك ، ولكن المراحل السابقة التي يمر بها الغذاء لا يتم فيها اتباع شروط وإجراءات تؤدي إلى توفير الأمن الغذائي فقد يحصل تراكم للمبيدات الحشرية غير المرخصة والضارة على بعض أنواع الأغذية أثناء نموها في الحقول ، و قد يتم تخزين الأطعمة في ظروف تتسبب بفسادها نتيجة الإهمال في توفير الشروط الصحية اللازمة لسلامة المنتج الغذائي ، وعمليات النقل البري لا تخلو من تعريض الأغذية للشمس والحرارة والأتربة ، وفي عملية الإعداد والطهي في بعض المنشآت يفقد الغذاء جزءا كبيرا من فائدته فيتحول من غذاء إلى داء عضال للأجسام يلزمها المكوث على أسرة المستشفيات أوقاتا ليست بالقصيرة بسبب تزويد هذه الأغذية بكميات من الدهون الضارة، و يتم أحيانا إعداد وطهي الأغذية بالزيوت المهدرجة المسببة للأمراض ، وللمواد الكيميائية المستخدمة في حفظ الأطعمة دور في حدوث أمراض السرطان بسبب تراكمها في أنسجة الجسم واعتماد البشر على الأغذية المعلبة لفترات طويلة ، والأمن الغذائي المستهدف في كل المجتمعات يلزم تحقيقه توافر الأمانة والنظافة الشخصية ، والرقابة الصحية من المؤسسات المسؤولة ، وتضمين المناهج الدراسية في التعليم العام التوعية الكاملة بأهمية الأمن الغذائي وكيفية الوصول لمفهومه الصحيح .
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0